قتل 7 أشخاص في اشتباكات مسلحة وأعمال عنف متفرقة تشهدها عدة أحياء من مدينه بنغازي شرقي ليبيا لترتفع بذلك حصيلة الضحايا منذ منتصف الشهر الماضي وحتي اليوم الأحد إلي 230 قتيلا. وقال مسؤول طبي بمستشفي بنغازي إن "مستشفي بنغازي استقبل اليوم الأحد 7 جثث بينها اثنين لعسكريين بالجيش أحضرت من محيط معسكرات الاشتباكات بمنطقة قاريونس بينما قتل خمسة آخرون في ظروف غامضة ". المسؤول الطبي الذي طلب عدم ذكر اسمه أكد خلال حديثة للأناضول أنه بذلك (الجثث ال7 التي وصلت اليوم)" ترتفع إحصائية القتلى في مدينة بنغازي الليبية منذ انطلاق انتفاضة 15 أكتوبر المسلحة منتصف الشهر الماضي وحتي اليوم الأحد إلي 230 قتيلا". وبحسب المسؤول نفسه فإنه من بين "القتلى الذين وصلوا للمستشفي 163 عسكريا من قوات الجيش التي تقاتل داخل المدينة وفي ضواحيها إضافة إلي 8 من الأجانب الذين قضوا في إطلاق نار عشوائي وسقوط قذائف علي أحياء سكنية كما أن المستشفي استقبل أيضا 7 حالات اغتيال لشخصيات مختلفة". وتابع " للأطفال نصيب أيضا فأعمال العنف والاشتباكات المسلحة التي تجري بالمدينة حصدت أيضا حياة 14 طفل و9 من النساء قتلوا جميعا جراء رصاص عشوائي في مناطق الاشتباكات". ويعتبر مستشفي بنغازي الطبي هو المستشفي المختص الذي استقبل ضحايا أعمال العنف بمدينه بنغازي في ظل إقفال باقي المستشفيات الحكومية وصعوبة الوصول لمستشفيات أخري كونها تقع داخل مناطق تشهد توترا امنيا كبيراً. وتشهد مدينة بنغازي اشتباكات متقطعة قد بدأت منتصف الشهر الماضي وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين قوات من رئاسة أركان الجيش الليبي المعين من قبل البرلمان المنعقد بطبرق (شرق) والقادمة إلي بنغازي من شرق ليبيا مدعومة بمسلحين مدنيين من أهالي المناطق ضد تنظيم أنصار الشريعة وكتائب الثوار الإسلامية المتحدة في جسم يعرف بمجلس شوري ثوار بنغازي. وتجري تلك المعارك بالتزامن مع دعوات لتظاهرات مسلحة أطلق عليها "انتفاضة 15 أكتوبر (تشرين الثاني)" والتي أعلنت حكومة عبدالله الثني (المنبثقة عن البرلمان المنعقد في طبرق) دعمها، لكنها دعت المواطنين لالتزام السلمية، كما دعمها اللواء المتقاعد حفتر مطلقا تحذيرات في تصريحات تلفزيونية بتطهير بنغازي من "الجماعات المتطرفة"، فيما حذر مجلس شورى ثوار بنغازي (تكتل لكتائب إسلامية) أنه سيتصدى لهذا الحراك بكل قوة. كما شهدت خلال الأسبوعين الماضيين عدة أحياء أهمها الليثي والماجوري و بوهديمة والمساكن و طريق المطار و قاريونس في بنغازي اشتباكات مسلحة أخري بين مسلحين مدنيين تابعين لانتفاضة 15 أكتوبر، وجماعات تابعه لتنظيم أنصار الشريعة. وفي 16 مايو/ أيار الماضي، دشن حفتر عملية عسكرية تسمي "الكرامة" ضد كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة متهما إياهم بأنهم من يقف وراء تردي الوضع الأمني في مدينة بنغازي، بينما اعتبرت أطراف حكومية، آنذاك، ذلك "انقلابا علي الشرعية كونها عملية عسكرية انطلقت دون إذن من الدولة". لكن بعد انتخاب مجلس النواب، في يوليو / تموز الماضي، أبدى المجلس، الذي يعقد جلساته في منطقة طبرق، شرق، دعما للعملية التي يقودها حفتر، وصلت إلى حد وصف قواته ب"الجيش النظامي". ومنذ الإطاحة ب"معمر القذافي" في عام 2011، تشهد ليبيا انقساماً سياسياً بين تيار محسوب على الليبرالي وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة الثني ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. والثاني غير المعترف به دوليا: المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته هذا الشهر) ومعه رئيس الحكومة المكلف من قبل المؤتمر عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش "المقال" جاد الله العبيدي.