أختتم رئيس الحكومة الليبية المؤقتة زيارة ناجحة لدولة السودان استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها بالرئيس السوداني عمر البشير وكبار المسئولين بالدولة والذي كشف فيها عن عقد مؤتمر لدول الجوار الليبي في العاصمة السودانية الخرطوم خلال الفترة المقبلة ،لمناقشة التنسيق الأمني بين هذه الدول من أجل عودة الاستقرار في البلاد. وكانت العلاقات الليبية السودانية قد مرت خلال الفترة الماضية بمرحلة فتور وتصريحات من قبل مسئولين ليبيين تتهم السودان بتمويل أحد الأطراف المتنازعة بالبلاد أسلحة وذخائر عبر طائرات تهبط ببعض المطارات الليبية ولكن الخرطوم نفت تلك الاتهامات وقالت إنها تقف على الحياد بين الأطراف الليبية. وعقب لقاء الثني والرئيس السوداني عمر البشير ، أعرب الثني عن أمله في أن يؤدي السودان دورا كبيرا في إعادة الأمن والاستقرار في بلاده نافيا في الوقت ذاته التقارير التي تشير إلي تورط الحكومة السودانية في دعم مليشيات إسلامية في ليبيا. وكشف الثني عن ، أن الفترة المقبلة ستيشهد اجتماعا لدول الجوار بالخرطوم، لافتا إلى انه سيكون حجر الأساس في وضع خطة لبدء الحوار، مضيفا أنه أجرى مباحثات مكثفة مع البشير في شتى المجالات ووضعنا حجر الأساس لعلاقات متينة، تاريخية قديمة،لافتا إن البشير والشعب السوداني قدم الكثير أيام ثورة 17 فبراير، لافتا إلى الدعم اللامحدود الذي قدمه السودان بكل ما تعنى به الكلمة من امن واستقرار ليبيا. وأضاف انه بحث مع البشير سبل تحقيق الأمن الإقليمي وأمن ليبيا وكيفية إجراء حوار بين الأطراف في ليبيا حتى يعود الأمن والاستقرار إليها في كافة المناطق، وزاد "أي هزة أمنية في ليبيا أو أي خرق أمني يؤثر على دول الجوار وخاصة السودان". وقال الثني، نسعى بكل ما لدينا لفتح باب الحوار لإخوتنا وأشقائنا وصدرونا مفتوحة لهم جميعا شريطة أن يكون هناك بعض التنازلات لنلتقي على نقطة واحدة، مشيرا إلى إن البشير وعد بان يكون السودان شريكا أساسيا في هذه المباحثات للوصول إلى بر الأمان. من جانبه، وصف الرئيس السوداني عمر البشير، زيارة عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، للخرطوم بأنها "ناجحة" بكل المقاييس ومهمة ومثمرة، وقال "إنها وضعت العلاقة في موضعها الطبيعي بين البلدين". وقال البشير- "إننا تحاورنا بصراحة كاملة فيما يخص العلاقات الثنائية السودانية الليبية واتفقنا على التنسيق في شتى مجالاتها كما تطرقنا إلى الأوضاع داخل ليبيا والمطلوب من السودان أن يقوم به لمساعدة الإخوة الليبيين والأطراف المختلفة للوصول إلى سلام وتوافق يحفظ لليبيا أمنها واستقرارها والبدء في إعادة إعمار بناء ليبيا وتعويض شعبها عما عاناه خلال الفترة الماضية، وما عاناة من صراعات أسقطت العديد من الأرواح". وأكد وقوف السودان مع ليبيا، مشيرا إلى أهمية التعاون مع دول الجوار لتحقيق الأمن والاستقرار، كما تطرق البشير إلى تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية، لافتا إلى أنها حققت نتائج ممتازة.. وقال الرئيس السوداني، "عرضنا هذه التجربة على الجانب الليبي والذي وافق عليها"، مشيرا إلى أن هناك بعض الجهات حاولت تأجيج الصراع، ومؤكدا على أهمية بناء جيش وطني ليبي. وبدوره، أكد وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين خلال لقائه بالثني دعم بلاده لخيار جيش ليبي موحد يضم كافة مكونات الشعب الليبي، مشيرا إلى أن الليبيين هم الأقدر على حل قضاياهم. وجدد وزير الدفاع السوداني رفض السودان لأي تدخل عسكري من شأنه تعقيد الوضع في ليبيا مشددا حرص بلاده على استمرار التعاون مع القوات المسلحة الليبية وأنه سيظل داعما لعملية السلام في ليبيا، مشيرا إلي الدور الكبير الذي لعبه السودان أثناء وبعد الثورة الليبية. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الليبي شهد تخريج عدد من الضباط الليبيين من الأكاديمية العسكرية في إطار اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين. وفي السياق ذاته،وصف وزير الخارجية الليبي محمد الدايري التصريحات التي راجت بشأن تجديد دعم السودان للفصائل الليبية ب "غير الصحيحة"، متهما بعض الجهات الإعلامية بتسويقها ، مضيفا" جئنا للسودان لنؤكد دعم علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار والعلاقات التاريخية". وبدوره، أكدوزير الخارجية السوداني علي كرتي، بأن ليبيا في حاجة إلى الاستقرار، مشيرا إلى أن هذا الاستقرار يبدأ بالاتفاق على مصالحة بين الليبيين، لافتا إلى أن الرئيس البشير كان واضحا في مبادرته التي قبلها رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، والهادفة إلى جمع الفرقاء الليبيين، مشددا أنه ليس هناك مخرج غير أن تجتمع كل الأطراف. وأوضح كرتي" إن هناك تفاصيل كثيرة حول كيفية القيام بذلك سيحين وقتها بعد أن تبدأ الإجراءات، نافيا أن يكون لبلاده موقف ضد الحكومة الليبية، كما يبث الإعلام من معلومات مغلوطة وغير صحيحة، مؤكدا أن منهج السودان يتمثل في الالتزام مع الحكومة الليبية وليس مع أي أطراف أخرى.