أبدت القوى السياسية السنية والشيعية مواقف رافضة للقرار الذي أصدره برلمان إقليم شمال العراق "كردستان العراق" الأسبوع الماضي، والذي خول رئيس الإقليم مسعود بارزاني بإرسال قوات من "البيشمركة" الى مدينة كوباني السورية، ذات الغالبية الكردية، لقتال "داعش". وصوت برلمان الإقليم الأربعاء الماضي بالإجماع على طلب بارزاني، إرسال عناصر من "البيشمركة" إلى كوباني، حيث يواجه المقاتلون الأكراد السوريون منذ أكثر من شهر، هجوما لتنظيم "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورياوالعراق. وترى القوى السنية العراقية أن العراق يتعرض لهجمة واسعة من عناصر "داعش" والذي يفرض على جميع الأطراف التحشيد لمواجهة التهديد الداخلي قبل التفكير بإصدار أي مواقف تتعلق بالوضع الخارجي أو الإقليمي. وقال حسن شويرد عضو البرلمان ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، لوكالة الأناضول، إن "العراق يواجه تهديدا كبيرا من قبل داعش والجميع مطالب بالتعاون لإنهاء وجود داعش في العراق بما في ذلك قوات الجيش والعشائر وقوات البيشمركة"، مشيرا الى أن "الجميع مطالب بضبط الجبهة الداخلية قبل أي تحرك خارجي". وأوضح شويرد أن "الجيش العراقي معروف بمواقفه على المستويين الإقليمي والدولي في السابق وقد جرب في حروب سابقة خارجية، لكن الوضع الحالي يحتم على الجميع التصدي للخطر الداخلي وبعدها يمكن أن يكون الجيش العراقي والبيشمركة السباقين في التوجه الى كوباني أو أي منطقة أخرى لحمايتها من الهجمات الإرهابية". وتقع عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها "داعش" منذ أكثر من شهر، في أقصى محافظة حلب الشمالية، على بعد 140 كيلو مترًا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة من مناطق ريف حلب الشرقي، خصوصاً مناطق الرقة والسفيرة ومنبج وجرابلس بحلب. ويرى طه الدفاعي، عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون، الذي ينتمي له رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أن الإقليم مطالب بالحصول على موافقة الحكومة الاتحادية إضافة الى البرلمان الاتحادي للتدخل العسكري في دولة ثانية. وقال الدفاعي إن "الحكومة العراقية بحاجة الى تعزيز القطعات العسكرية من أي جهة كانت لمواجهة عناصر (داعش) واستعادة المناطق التي تخضع تحت سيطرة الإرهابيين"، مشيرا الى أن "الأوجب على حكومة إقليم كردستان أن تتجه الى تحرير مناطق نينوى بالتنسيق مع الجيش العراقي والعشائر". وأوضح الدفاعي، لوكالة "الأناضول"، أن "قرار إرسال قوات عسكرية الى سوريا يتوجب الحصول على موافقة الحكومة الاتحادية على اعتبار أن إدارة ملف الحدود بين الدول اتحادي ومنعا لفتح باب التدخل الخارجي في العراق". ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي تنظيم "داعش" ومجموعات كردية في مدينة كوباني (عين العرب)، التي تقول تقارير إعلامية إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، وتسكنها في الأساس غالبية كردية؛ ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا، خلال الأيام الأخيرة. لكن ائتلاف القوى الكردية يشير الى أن دستور إقليم شمال العراق يخول له اتخاذ خطوات منها حماية الكرد خارج حدود الإقليم من دون الرجوع الى الحكومة الاتحادية أو البرلمان الاتحادي. ويقول عضو البرلمان عن الائتلاف الكردي بكر أمين إن "دستور إقليم كردستان يتيح للبرلمان إرسال قوات كردية الى خارج الإقليم "من دون الرجوع الى الحكومة الاتحادية على اعتبار أن الموضوع هو شأن داخلي كردي". وأوضح امين أن "الكرد عندما يتدخلون عسكريا في كوباني ويحافظون عليها من سيطرة عناصر داعش إنما يؤمنون حدود الإقليم وبالتالي حدود العراق بصورة عامة من خطر عناصر داعش التي باتت عابرة للحدود". ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.