أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، رسميا، مساء السبت، اختيار الرئيس عمر البشير مرشحا له في الانتخابات الرئاسية المقرر لها أبريل/ نيسان المقبل، لتكون حال فوزه الولاية الثالثة له. وأعلن الحزب، في البيان الختامي لمؤتمره العام الرابع، الذي بدأ أمس الأول الخميس بالخرطوم، أن البشير حاز على نسبة 94.1% من أصوات أعضاء المؤتمر البالغة 6250 شخص. وقال البشير، خلال مخاطبته الجلسة الختامية، حضرها مراسل "الأناضول"، إن "مداولات المؤتمر العام وقراراته رد عملي على المتربصين والحاقدين على حزبنا الذي يستحق أن نقول عليه حزب قائد لوطن رائد". وكان البشير يشير بذلك إلى تقارير صحفية تحدثت عن احتمال "حدوث انشقاقات" في الحزب يقودها قيادات داخل الحزب يرفضون ترشح البشير لدورة رئاسية جديدة. وأضاف البشير "قدمنا نموذجا للأحزاب أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فالخلاف أمر طبيعي بين الناس ولا يمكن أن تكون هذه الآلاف (في إشارة إلى أعضاء المؤتمر العام) متفقة على كل القضايا لكن قادرة على إدارة خلافاتها". وتابع "أقول للمتربصين كيدكم في نحركم وأقول لكم انا على عهدي معكم وسأكون متعاونا مع الجميع لنستكمل النهضة ونحقق السلام والرفاهية". وشدد البشير على "تفعيل مؤسسات الحزب ووضع معايير صارمة للأداء وإعمال اللوائح والمحاسبة وتقديم القوي الأمين للمناصب بعيدا عن أي إعتبارات قبلية أو عصبية". ويقول مراقبون للشأن السوداني إن الولاءات والتكتلات القبلية من أكبر المشاكل التي يواجهها حزب المؤتمر الوطني الحاكم والذي يقر قادته بها لكنهم يقللون من تأثيرها ويؤكدون على محاربتها. ومضى البشير قائلا "كلنا سودانيون وكلنا مؤتمر وطني ولن تكون للقبلية مكان بيننا". وأشار البشير إلى أنه "لن يسمح بوجود مراكز قوى في الحزب بل القرار للمؤسسة". كانت وكالة الأناضول، قد نقلت في وقت سابق اليوم عن مصدر مسئول في الحزب، قوله إن البشير حاز على أكثر من 90% من أصوات عضوية المؤتمر لصالح اختياره كمرشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة. يأتي ذلك مع إعلان فصائل المعارضة مسبقا مقاطعة الانتخابات التي ستجرى على مستوى الرئاسة والبرلمان وولاة الولايات وعددها 18 ولاية. وتأجيل الانتخابات الرئاسية بجانب تشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم وإجراء انتخابات حرة ونزيهة من أبرز شروط المعارضة لقبول دعوة الحوار التي دعا لها البشير في يناير/ كانون ثان الماضي، وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة. وأعلن البشير أكثر من مرة رفضه تأجيل الانتخابات بحجة أن ذلك يدخل البلاد في "فراغ دستوري"، ويقول إن الهدف من دعوته للحوار هو الدخول للانتخابات ب"توافق وطني".