قبل أسابيع قليله من فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانيه ثار جدل واسع حول القوائم الانتخابيه عاش فيها الوسط السياسي في حاله تخبط كانت البداية مع سعي عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، لتوحيد القوى المدنية تحت راية تحالف واحد أطلق عليه " إئتلاف تحالف الامة المصرية" " إلا أن جهوده باءت بالفشل ليعلن في 4 اغسطس، في بيان له، إنسحابه من التحالف، قائلا " إنه ليس على استعداد للترشح على أى من القوائم أو الترشيحات الحزبية أو تلك المتعلقة بتحالفات فرعية، وأن موقفه من الترشح، إذا ما قرر ذلك، يكون فقط وفق قائمة تحصل على توافق واسع وتشكل على أساس المعايير الوطنية. اقترح"موسى" تشكيل لجنة محايدة بين الأحزاب والقوى السياسية لمواصلة الاتصالات فيما بينها ومع مختلف التنظيمات الشبابية الوطنية ومنظمات المرأة والمصريين بالخارج ومتحدي الإعاقة ضماناً لإستمرار العمل على خلق مناخ سياسى صحى بين القوى متشابهة التفكير." ورغم ترحيب بعض القوى السياسية بهذا الاقتراح إلا انه لم يترجم علي أرض الواقع، وظلت الساحة السياسية تعاني من التخبط والإنقسام ، وفقد المواطنون الأمل في توحيد القوى المدنية تحت راية واحدة ، الا ان طفا اسم الدكتور كمال الجنزوري ، رئيس الوزراء الأسبق دخل الدكتور الجنزوري علي الخط وبدا علي الفور الإعداد لتشكيل هذه القوائم وتداولت وسائل الاعلام عن إجرائه مشاورات مع القوي السياسية لتوحيدهم تحت رايه واحدة وظهرت بعض الأسماء التي تضمها القائمة الخاصة برئيس مجلس الوزراء الأسبق هي "الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى الأسبق، والدكتور أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، والدكتور مصطفى الفقى وكلها أسماء لشخصيات وطنية بارزة،تتمتع بمواقف ثابته وتاريخ سياسي جدير بالاحترام لا أحد يستطيع أن ينكر أن الدكتور كمال الجنزوري شخصية وطنية من طراز فريد تُعلى مصلحة الوطن فوق كل شئ. فهو رجل سياسة , رجل إدارة وعمل وإنتاج, رجل صاحب قبضة قوية ولكن سيظل دائما السؤال هل ينجح الجنزوري فيما فشل فيه موسى ويتمكن من توحيد القوي المدنية ؟ هل سيكون له دور في تغيير بوصلة الانتخابات البرلمانية وتغيير المعادلة الصفرية الموجودة حتى الآن والتي لم تسفر عن الإعلان عن أي تحالف بشكل واضح؟ تساؤلات كثيره ستجيب عنها الأيام القليلة المقبلة. أعلم جيدا أن جهود الجنزوري لتشكيل قائمة وطنية، لخوض الانتخابات، تأتى فى ظل حرصه لتوحيد جهود القوى المدنية قبل بدء الانتخابات، وأنه لن يترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولا يستهدف رئاسة مجلس النواب ولكن ظهوره تسبب في أزمه ليست في محلها داخل الاوساط السياسية فهناك من يري ان الجنزوري تحرك بدافع وطني، وهناك من يري ان تدخل الجنزوري لامبرر له وان هذا التدخل ستكون له انعكاسات سلبيه علي حركة الاحزاب وكوادرها وقدراتها المستقبلية، ولكن الشئ الوحيد المؤكد في هذه الفتره الحرجه التي تمر بها البلاد ان الحرب المستمرة بين القوي السياسية سيكون المستفيد الأول منها الإخوان،والدول المعادية لمصر وتتآمر على أمنها القومي ،وقالها الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارا وتكرارا نحن في حاله حرب ضد ارهاب اسود وقوى ظلامية تهدف لإسقاط الدوله المصرية. فالتماسك الشعبي والوطني سيكون خير سند للرئيس لمواجهتها وسيعزز من تقوية الدولة وتماسك قواتها المسلحة ولذلك فعلى قيادات الأحزاب إدراك اللحظات العصيبه والتخلي عن حالة الطمع والذاتية التي تسيطر على بعض الأحزاب. وأن يهتموا بالنزول إلى الأرض،والتواجد بالقرى والنجوع والعشوائيات والمدن للوقوف على حجم التأثير الحقيقي لكل حزب في الشارع، حيث إنه لا يوجد حزب قادر على تحقيق الأغلبية البرلمانية بمفرده. من وجهة نظري أن توحد القوى المدنية تقع فيه المسئولية من الأساس على قادة التحالفات المدنية وعلى الجميع تحمل المسئولية الوطنية فى هذه المرحلة الصعبة للتعلم من دروس الماضى فى عدم تفتيت القوى المدنية وبذل جهد لتهيئة الفرصة لذلك وعدم السماح لأى خلافات لمنع ذلك