انتهت مساء أمس الثلاثاء، آخر أيام مهلة تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة حسب اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم توقيعه بين مختلف الأطراف السياسية في 21 سبتمبر الماضي وسط خلافات بين هذه الأطراف في محاولة للحصول على أكبر تمثيل لها في الحكومة برئاسة خالد بحاح. وكانت الأيام الماضية وبعد عودة خالد بحاح رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة اليمنية، إلى صنعاء، قد شهدت التوصل إلى اتفاق على توزيع الحقائب الوزارية بواقع 9 حقائب لحزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك و6 حقائب لجماعة أنصار الله الحوثيين والحراك الجنوبي و4 وزارات سيادية يعينها الرئيس، ولكن أحزاب اللقاء المشترك رفضت ذلك وأعلنت في خطاب رسمي للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي تمسكها بالمساواة بين الأحزاب الموقعة على الاتفاق وطالبت بمساواة الحزب الاشتراكي وهو أحد مكونات اللقاء المشترك بالحراك الجنوبي أي رفع حصة اللقاء إلى 12 حقيبة على حساب أنصار الله والحراك الجنوبي ، وإذا لم يحدث هذا فإن "اللقاء المشترك" لن يشارك فى الحكومة وسيؤيدها فقط . ورفض حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق على عبد الله صالح هذا الطلب وأكد أنه وافق على هذه النسبة التى تم الاتفاق عليها ولكن لن يوافق على أن تزيد حصة اللقاء المشترك عن حصته فيما رفض الرئيس هذا الشرط ووصفه بأنه هروب من المسئولية. وقال صالح الصمداد مستشار الرئيس اليمنى عن جماعة أنصار الله ان أطراف المحاصصة لم تستوعب بعد المتغيرات على الخريطة السياسية - فى إشارة إلى ظهور الجماعة السياسى القوى على الساحة على حساب اللقاء المشترك بما فيه حزب التجمع اليمنى للإصلاح "الأخوان المسلمين" الذي خسر موقعه السياسيي بصورة كبيرة بعد دخول الحوثيين صنعاء. كما ظهرت مشكلة أخرى إذ تصر جماعة أنصار الله على أن يكون تعيين الوزارات السيادية بالتشاور مع رئيس الجمهورية وأن يكون الوزراء الأربعة محل إجماع بينهم ما يعنى أن الجماعة يجب أن توافق على الوزراء الأربعة على الرغم من أن اتفاق السلم والشراكة يعطى الحق للرئيس بالتشاور مع رئيس الوزراء بهذا التعيين. وتجرى الأطراف السياسية مفاوضات شاقة للتوصل إلى حل لتشكيل الحكومة حتى تخرج البلد من هذه المرحلة لتتفرغ الحكومة لاستكمال بقية المرحلة الانتقالية. وقال الدكتور فارس السقاف مستشار الرئيس اليمنى فى تصريحات صحفية أنه يجب على القوى السياسية أن تكون على مستوى المسئولية خاصة وأن جميع الأطراف، أكدوا أنه لا يجب أن تذهب البلد إلى الانهيار بسبب المساومة على عدد الوزارات وأنه يجب الإسراع في تشكيل الحكومة، وتوقع السقاف الانتهاء من التشكيل الوزارى غدا الخميس، على أقصى تقدير بشرط تحمل الجميع المسئولية وتجاوز الحسابات الشخصية والحزبية .