إمام الجامع الأزهر: الإرهاب لا دين له ولا يعترف بمواثيق أو عهود أحمد بان: الجماعات الإرهابية أدرجت في الدين ما يخدم حسابها سامح عيد: الفضائيات السلفية نشرت أفكار متشددة في الريف المصري قال عدد من علماء الأزهر الشريف إن الكفار وقعوا اتفاقات لوقف القتال في الأشهر الحُرم تقديرًا لمكانة بيت الله الحرام، مشيرين إلى أن الجماعات الإرهابية مثل قطاع الطرق الذين يسرقون وينهبون ويقتلون غدرًا وخيانة فى الأشهر الحرم. وفي هذا السياق يقول أحمد بان الباحث في حركات الشئون الإسلامية إن فكرة الحجج والاقتباس من النصوص الدينية سهلت استدعاء الجماعات الإرهابية بعض نصوص القرآن التي من خلالها يستبيح القتال فى الأشهر الحرم التي عظمها الكفار أيام الجاهلية، معتبرين أن الفتنة في الأشهر الحرم يجب القتال من أجلها. وأضاف "بان" في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن الجماعات الإرهابية أدرجت في الدين ما يخدم حسابها، وتستنبط من الدين ما يخدم أفكارها بتفسيرات خاطئة، مشيرًا إلى أنهم يستخدمون الآية الكريمة فى قوله تعالى: « حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِى مَكَان سَحِيق ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَئِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ » موضحًا أن الجماعات الإرهابية تستخدم تبرير الفعل وتتعسف في تفسير الآيات القرآنية. وأكد سامح عيد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أن الحروب الآن غير الحروب التي كانت فى عصر الجاهلية، فحروب الجاهلية تطول لسنوات وتكون بالسيوف والرماح وفي الأشهر الحرم المعروفة وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وشهر رجب كانت تتوقف الحروب لاعتبارات دينية واقتصادية. وأضاف عيد في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن بعض الجماعات الإرهابية تستعين بآية « وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ » موضحًا أنهم يستعينوا بمبدأ الضرورات تبيح المحظورات. وقال إن الجماعات الإرهابية التي ظهرت سواء "داعش" أو "بوكوحرام" أو "الإخوان" تسعى لفكرة محورية واحدة، وهي فكرة الخلافة، مؤكدًا أنها لديها هستيريا دموية لتبرير القتل من خلال تفسيرها الخاطئ لبعض الآيات واستخدام من السنة ما يخدم فكرتها ويبرر دمويتها، مشيرًا إلى أن قطع الرءوس وقتل الناس والتمثيل بالجثث يخالف الدين. وأكد عيد أن التيار المدنى تراجعت نشاطاته بعد 98 وأصبحت دعوات التطرف الديني تتوغل، لافتًا إلى أن القنوات الدينية السلفية نشرت أفكارًا خاطئة تغولت في الأرياف والقرى حيث نشروا بعض الأفكار المتشددة ولا ننكر أن للشيخ أبى اسحاق والشيخ محمد حسان شعبية جارفة في الريف المصرى. ومن جانبه يقول الشيخ هاني سعد إمام الجامع الأزهر الشريف أن الكفار والمشركين كانوا عربًا وكانت فيهم الأصالة والعراقة وكان عند العرب رجل يسمى عبد الله بن جدعان من الأكابر قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم، لو حضر الإسلام لآمن به لكنه مات كافراً قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأوضح إمام الجامع الأزهر الشريف أن الكفار كانت لهم مبادئ في احترام المواثيق والعهود والالتزامات، لكن الإرهابيين لا عهد لهم فالكفار حاربوا النبى صلى الله عليه وسلم لكنهم التزموا بعدم القتال في الأشهر الحرم، مشيراً إلى أن ما حدث في صلح الحديبية من نقض العهد كان من بعض قطاع الطرق الذين أغاروا على المسلمين، وقتلوا البعض منهم وليس من زعماء قريش الذين ذهبوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا له إنهم يحترمون العهود والمواثيق، واصفاً الجماعات الإرهابية التي تقتل وتفجر الآن بقطاع الطرق واللصوص. وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية التى انتشرت في العالم العربى والإسلامى لا دين لها ولا ملّة ويقتلون الجميع سواء مسلمين أو غير مسلمين.