مصر كان بها خطاطات نساء .. والكتاتيب كانت تعلم الخط العربي سقف بن طولون أكبر ثروة زخرفية خطية في القرون الثلاثة الأولى أسماء الملك فؤاد وفاروق كانت تكتب بالخط "التاجي"! أكد الدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار أن مصر الإسلامية تمثل مدرسة مهمة من مدارس فن الخط العربي وآدابه خلال العصور التاريخية المتعاقبة، خاصة أن الأدلة التاريخية والأثرية متوافرة ومتصلة الحلقات حيث أنها تغطي كافة المراحل والفترات التاريخية بدءاً من الفتح العربي الإسلامي لمصر وإنتهاءً بعصر أسرة محمد علي. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من المؤتمر الدولى الأول "مصر ودول البحر المتوسط عبر العصور " والذى تنظمه كلية الآثار بجامعة القاهرة اليوم الأربعاء، ولمدة ثلاثة أيام بالمبنى الرئيسى للكلية. وكانت كلمة حمزة عن "المدرسة المصرية في فن الخط العربي وآدابه"، حيث تتبع نشأة المدرسة المصرية ومراحل تطورها وعوامل إزدهارها خلال العصور التاريخية المتعاقبة، كما استعرض أسماء الخطاطين وأشهر المبتكرين في مصر. ولفت حمزة إلى أنه منذ عام 1990 حتى الآن حمل على عاتقه إبراز المدرسة المصرية ودورها في الخط العربي، وكشف عن وجود كتاتيب أثرية منتشرة في مصر منذ عصر المماليك حتى عصر أسرة محمد علي، لم تقتصر فقط على تعليم الحساب وغيره، لكن تعليم الخط أيضاً، وكشف أن هناك كتاتيب للنساء، وقد تميزت النساء بأنهن خطاطات ماهرات، وكن يجيزن خطاطون عظام في العصر الإسلامي. وكشف حمزة عن أن جهل الناس بالخط وبمن ابتدع الكتابة، جعلهم يسمون الخط الكوفي بهذا الاسم، وهي تسمية غير صحيحة، لكنه نوع من أنواع الخطوط الموزونة، كذلك أوضح أنه لا يوجد خط نسخ، بل خط ثلث. وعرض حمزة لأقدم بردية في الخط العربي، وهي عبارة عن نص واحد مكتوب بلغتين اليوناني والثاني الخط العربي، منذ 22 ه خلال خلافة عمر بن الخطاب، وهي عبارة عن إيصال بشراء 65 شاه للجنود في البر والبحر، لأن فتح مصر تم براً وبحراً. كما عرض لأقدم وثيقة للخط الموزون، وعرض لأقدم شاهد قبر موجود في مصر ومكتوب عليه بخط الثلث الأقدم عام 91ه. كذلك عرض لمجموعة من شواهد القبور التي تحمل آثار الخط العربي، مؤكداً أنه ظهر في مصر مواكباً لفتح مصر نتيجة هجرة الصحابة والتابعين إلى مصر، فظهر الخط متأثراً بالحجاز. أيضاً من ضمن شواهد الخط العربي، مقياس النيل بالروضة حيث كتب عيه بخط مقوم غيظ على يد محمد الحاسب مهندس المقياس، وذلك عام 247ه. وكذلك مسجد بن طولون، الذي تتكون لوحة تأسيسه من 25 سطراً، وذلك عام 265ه، وسقف جامع بن طولون الذي يحتوي على 18 ألفا و792 حرفاً من حروف القرآن الكريم، ويعد أكبر ثروة زخرفية خطية في القرون الثلاثة الأولى. كذلك عرض لقطع النسيج، والمشكاوات، والشمعدانات، ومقلمات العصر المملوكي، وصناديق المصاحف، والمشكاوات الزجاجية، كل هذا مزين بخطوط مصرية. ولفت حمزة إلى أن البلاد العربية كانت تطلب أن يكتب الخطاطون المصريون المصاحف لهم، وتحدث عن شمعدان السلطان قايتباي المزين بخطوط مصرية، والذي أوقفه على الروضة الشريفة. وأوضح عميد كلية الآثار أن محمد علي قد أحدث نهضة خطاطية، عبر إحضاره أكثر من 250 خطاط من تركيا وإيرانن وفي عام 1922 تم إنشاء مدرسة تحسين الخطوط في عهد الملك فؤاد التي انتقلت إشعاعاتها لكل البلاد العربية. وأشار حمزة إلى أن مصر تميزت بالخط الديواني الغزلاني نسبة إلى الخطاط "غزلان"، وكذللك الخط التاجي نسبة إلى الملك فؤاد وابنه فاروق من بعده، حيث كان يتم كتابة أسمائهم على شكل تاج وابتكرها محمد محفوظ المصري. كذلك انتقل الخط الثلث من مصر إلى تركيا، لكن الأتراك تفوقوا فيه فيما بعد. وعرض المتحدث لعلماء مصر الذين ألفوا كتب عن الخط العربي، منهم شمس الدين الزفتاوي، والقلقشندي صاحب "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، وشعبان الدين الآثاري وهو أول من نظم ألفية شعرية عن الخط العربي عام 828ه، وتحدث عن عميد الخطاطين المصريين في عصر الشراكسة، وهو ابن الصايغ، وعلي باشا مبارك الذي وضع أول كتاب في العالم يعلم الأطفال جماليات الخط العربي. وأوضح أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان ينهى عن الكتابة السريعة لأنها تفتقد للذوق والجماليات. وأكد أن مدارس الخط العربي المصرية انتقلت إلى السعودية التي كانت تسمى مملكة نجد والحجاز، ثم العراقوالجزائر والسودان والأردن. كان جابر نصار رئيس جامعة قد افتتح اليوم المؤتمر الدولى الأول "مصر ودول البحر المتوسط عبر العصور " والذى تنظمه كلية الآثار بجامعة القاهرة، وتشارك فى المؤتمر 8 دول وهى ( تونس – المغرب – سوريا – الجزائر – فرنسا – رومانيا – المجر – سويسرا )، هذا بالإضافة إلى مشاركة معظم الجامعات المصرية، ويبلغ عدد الأبحاث المقدمة فى المؤتمر 90 بحثاً. وأكد نصار أن المؤتمر يمثل نقطة هامة فى مناقشة تاريخ وحضارة مصر وعلاقتها بدول حوض البحر المتوسط، وأكد نصار ضرورة الاهتمام بمجال الاثار وان الجامعة ستظل دائماً وابداً الداعم لكلية الآثار ولكل وحدات الجامعة دعماً بلا حدود، وستظل دائماً سنداً لكل علمائها وباحثيها. وأعلن عن تخصيص 5 جوائز مالية لأفضل 5 أبحاث تقدم فى المؤتمر قيمة الجائزة الاولى 10000 جنيه، والثانية 8000 جنيه، والثالثة 7000 جنيه، والرابعة 5000 جنيه، والخامسة 3000 جنيه.