أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أن إسرائيل ستبدأ اليوم الثلاثاء، بتفعيل الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والسلطة، والأممالمتحدة، الخاص بتوريد مواد البناء إلى قطاع غزة، المحظور إدخالها منذ فرض الحصار الإسرائيلي قبل 7 سنوات. وقال كي مون في مؤتمر صحفي مشترك عقده، اليوم عقب وصوله إلى قطاع غزة، مع زياد أبو عمرو نائب رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية: "إنّه يحمل رسالة أمل إلى أهالي قطاع غزة". وأضاف: "آلمني حجم الدمار الذي رأيته، هذا الدمار هو موت آخر، وأنا أتقدم بالتعازي الحارة لكل الذين فقدوا أحبة لهم، وأتمنى الشفاء للجرحى، ما رأيته يفوق ما شاهدته خلال زيارتي عام 2009 "عقب الحرب الإسرائيلية الأولى"، وأنا هنا اليوم أحمل رسالة أمل، وأقول لكم أن إعمار غزة بدأ فعليا". وأكد بان كي مون، أن الدفعة الأولى لمواد البناء وفق الاتفاق الثلاثي بين السلطة وإسرائيل والأممالمتحدة ستدخل اليوم إلى قطاع غزة. ومن المقرر وفق تأكيد مسئولين فلسطينيين أن تدخل إلى قطاع غزة اليوم 75 شاحنة محملة بمواد البناء إلى قطاع غزة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تسمح فيها إسرائيل بإدخال مواد البناء عبر القطاع الخاص إلى غزة، بعد الحرب الأخيرة التي شنتها على القطاع في 7 يوليو/تموز الماضي واستمرت 51 يوماً، فيما سمحت بالمقابل بإدخال كميات محدودة من هذه المواد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالقطاع. وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصاراً مشدداً، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007. غير أنها سمحت بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن احتياجات غزة "عظيمة، وستعمل الأممالمتحدة على مساعدتها وبناء ما تدميره بشكل أفضل". وشدد على أن إعمار قطاع غزة، يبدأ ببسط حكومة الوفاق الوطني سيطرتها على قطاع غزة، وإدارة المعابر. كما وعد بان كي مون، خلال المؤتمر بصرف دفعة مالية نهاية الشهر الجاري، لموظفي حكومة غزة السابقة، والتي كانت تديرها حركة حماس، والعمل على حل كافة المشاكل التي تعيق عمل حكومة الوفاق الفلسطينية. ودعا كي مون الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع، وعدم العودة إلى العنف مرة أخرى، حسب قوله. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى قطاع غزة، صباح اليوم الثلاثاء، عبر معبر بيت حانون "إيريز"، في زيارة تستغرق ساعات للاطلاع على آثار ما خلّفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والمساعدة في جهود إعادة الإعمار. وكان كي مون، وصل أمس، إلى رام الله حيث التقى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ومن ثم توجه إلى القدسالغربية حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وتأتي زيارة كي مون إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بعد أن شارك في أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد أمس الأول في العاصمة المصرية القاهرة. وحضر مؤتمر إعادة الإعمار وفود من 50 دولة، بينها 30 وزير خارجية ومؤسسات إقليمية ودولية، وتعهد المانحون خلال المؤتمر بدفع 5.4 مليار دولار نصفها لإعمار غزة، ونصفها الآخر لتلبية احتياجات الفلسطينيين. وشنت إسرائيل في 7 يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة، استمرت 51 يوماً، وتسببت في مقتل 2165 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، حسب مصادر طبية فلسطينية، فضلاً عن تدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى، وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة.