الملك فاروق زار الجبهة في حرب 48 جمعت بيني وبين وصيفة الملكة علاقة قوية ناهد رشاد شخصية محترمة جدا ولم تكن على علاقة خاصة بالملك الملك فاروق مظلوم.. ونادية الجندي لا تعرف ناهد رشاد بلغت من العمر 86 عاما، وتبدو ملامح الشيب علي وجهها الأسمر الجميل تجمع بين الذاكرة الحديدية والأسرار الكثيرة، عاصرت فترة الملك فاروق وكانت من المقربات للبلاط الملكي، كما شاهدت تعاقب الرؤساء من محمد نجيب الذي كان فردا من عائلتها وحتى السيسي الذي تتمني مقابلته. كل هذا وأكثر ترويه الملازم "ابتسامات محمد" أول من شارك في حرب فلسطين 1948 ضمن أول فريق تمريض سافر إلى غزة، في حوار خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط" وإلي التفاصيل : حدثينا عن بداية عملك بالتمريض ؟ حبي للتمريض جعلني أسعي له بالرغم من أني حصلت علي الابتدائية القديمة "الفرنساوي" إلا إنني قررت أن أسلك هذا الطريق فقرأت إعلان في الجريدة مطلوب ممرضات للدراسة في مستشفى الهلال، والتزمت لمدة عام شفوي وعملي وعندما أكملت دراستي ونجحت ظللت فترة بدون عمل ملازمة البيت وخلال هذه الفترة تعلمت الخياطة ومارستها وحصلت على دبلومة تفصيل. وكيف انضممتِ للجيش المصري؟ مع نشوب حرب 1948 نشرت إحدى الجرائد إعلانا عن حاجة الجيش ل 75 متطوعة للانضمام للقسم الطبي وكان عمري وقتها 23 عاما فقدمت طلباً للالتحاق . تم قبولي بعد موافقة الأميرة فوزية التي كانت رئيسة المتطوعات وقتها ونائبتها وصيفة الملكة ناهد رشاد بعد تصفية عدد من المتقدمين وخضوعنا للاختبارات. وكيف تم حصولك على رتبة ملازم؟ حصولي على شهادة من مستشفى الهلال أهلني للعمل ورجح كفتي، وفي أول يوم عمل لنا تفاجئنا انهم يدعونا بالرتب العسكرية وكانت سعادتي كبيرة عندما سمعت اسمي وقبله كلمة ملازم. وما الجهات التي عملتِ بها؟ التحقت بالمستشفى العسكري وقتها بكوبري القبة ومستشفى العجوزة التي كانت تحت إشراف الجيش وقتئذٍ ومستشفى الحلمية. وكيف كان قرار مشاركتك في حرب 48؟ اشتد وطيس الحرب في فلسطين وتم استدعائنا للاجتماع بناهد رشاد التي طلبت 10 ممرضات للسفر لميدان القتال بغزة ولكن اشترطت موافقة الأهل وكنت أنا أول من بادرت بالموافقة دون انتظار موافقة أهلي. سافرت بعدها بثلاثة أيام بالطائرة إلى العريش وكانت هي المرة الأولى التي استقل فيها الطائرة وكنت اشعر بالخوف الشديد والترقب لتعرضنا للقصف في أي وقت ولكن وجود ناهد ثبتنا، وكان معنا رئيس المستشفى، وهو ما طمئنني بعد وصولنا للعريش ركبنا القطار ووصلنا للمستشفى بغزة. صفي لنا الوضع في غزة وقت وصولك؟ كان الوضع محرج للغاية، قتلى وجرحي كثيرين لدرجة أنه كان يوجد مقابر بالقرب من المستشفى يدفن فيها الكثير يوميا، كانت معنا ناهد رشاد وقضينا 10 أيام لم نذق طعم النوم أو الراحة، وكان اليهود يصدرون أصوات مخيفة ليفزعونا ولكننا صمدنا. هل كان عملكم في المستشفى فقط؟ لا كنا عشرة أشخاص في فريق التمريض، وكان من بين أنشطتنا أننا ذهبنا إلى خنادق الضباط لتمريض من كانت جروحهم بسيطة لا تستدعي الذهاب للمستشفى وحتي لا يتركوا ميدان المعركة، وبعد انتهاء مهمتنا عدنا جميعا بسلام. كيف كان استقبال الملك لكم بعد انتهاء الحرب؟ زار الملك فاروق الجبهة في زيارة ملكية، وعندما رجعنا القاهرة بعد انتهاء مهمتنا تلقينا دعوة للإفطار في رمضان معه وكرمنا وأعطى ساعة ذهب ونوط الجدارة الذهب ونجمة فلسطين لكل منا. هل كنتِ تترددين على قصر الملك؟ نعم؛ وقابلت الأميرات فوزية وفايزة كما كانت علاقتي بوصيفة الملكة ناهد رشاد جيدة جدا، وأصبحت من المهمات لها حيث أطلقت علي "القطة السوداء" وعلمتني الكثير من فن التعامل وكانت تحكي لي أسرار الملك والبلاط. تردد عن ناهد رشاد أنها كانت سيئة السمعة.. ما تعليقك؟ ناهد رشاد كانت شخصية محترمة جدا بالرغم من أنها كانت مقربة من الملك، مما أصاب الملكة فريدة بالغيرة إلا أنها لم تكن على علاقة خاصة به أبدا، عكس ما أشيع عنها وزوج ناهد رشاد كان يعرف أن الملك معجب بزوجته ويعزها وكانت لديه غيرة منه لكنها بسيطة وغير ظاهرة، وكانت تعرف أنور السادات وساعدته فعلا. سئمت كثيرا من تشويه البعض لها وخاصة تجسيد الفنانة نادية الجندي لشخصيتها في فيلم أساء لناهد كثيرا وأظهرتها بمظهر قبيح على غير حقيقتها تماما،ً ولو كنت أملك القدرة على مقاضاة أصحاب الفيلم كنت فعلتها. هل انتهى عملك بانتهاء الحرب؟ بالطبع لا، عندما عدت من الحرب وكرمني الملك عملت لفترة في مستشفيي العجوزة في قسم العظام والحرائق وزار الملك العنبر الخاص بي ذات مرة لزيارة مصابين الحرب، وأهدانا سمكة كبيرة، وتم توزيعنا على المرضى والمستشفيات الأخرى. في رأيك.. ما هي أسباب الهزيمة في حرب 48؟ أهم أسباب الهزيمة الخيانة والأسلحة الفاسدة، حيث كان يوجد مجموعة من الأسلحة كانت تضرب في أصحابها وليس العدو، وكثرة الجواسيس من ينقلون تحركات الجيش لليهود، وأنا رأيت بنفسي القبض على عدد منهم . وكانت البنات اليهوديات المجندات يصدر لهن أوامر باستهداف الضباط ذات الرتب إلى أن أصبحوا يرتدون زي العساكر، كما كانت اليهوديات يستخدمن جمالهن في إغراء العساكر للذهاب لهن. كنت أسمع من العساكر ما كانت تفعله اليهوديات للنيل من جنود العرب ويلجئون إلى أفعال بشعة، مثل حقن أنفسهم بأمراض معدية لنقلها للجنود التي تصاب بالهوس من رؤية جمالهن. بحكم ارتباطك بالبلاط الملكي.. ما هو انطباعك عن الملك فاروق؟ الملك فاروق كان شخصاً طيباً للغاية ورجل يفعل كل شيء بطبيعته عكس ما يشاع، فاروق ومحمد نجيب أكثر شخصين لقوا ظلما تاريخيا، حيث أن فاروق كان بشوشاً يحب الضحك، ويحب ملاطفة المرأة الجميلة، وليس رجل سيء مثل ما عرف عنه ويعامل الناس جميعا بلطف.