ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" ، كلمة في افتتاح ندوة حول موضوع (الحوار في منطقة البحر الأبيض المتوسط من وجهة نظر المرأة) تعقدها الإيسيسكو اليوم في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي في باريس بالتعاون مع جمعية النساء الإعلاميات العربيات التي يوجد مقرها في العاصمة الفرنسية. وأكد المدير العام للإيسيسكو في كلمته أن العالم يعيش اليوم أوضاعاً غير مستقرة، وتحديات صعبة تتعرض فيها المرأة بخاصّة، لمخاطر جمّة خاصة في مواطن الحروب والنزاعات، مشيرا ً إلى أن المرأة باعتبارها نصف المجتمع والشق الآخر لتكوينه واستمرار وجوده وشريكا ً للرجل في جميع مناحي الحياة، فقد أصبحت في صلب الاهتمامات والمشروعات الدولية لمعالجة قضاياها والمشكلات الاجتماعية والقضايا الإنمائية. وذكر أن دول منطقة البحر الأبيض المتوسط تنبهت إلى دور المرأة الإنمائي في كثير من القضايا، ومنها قضية الحوار والتنمية، فعقدت عدة مؤتمرات وزارية لدول الاتحاد من أجل المتوسط في هذا الشأن خلال السنوات : 2006 و2009 و2013 في كل من إستانبول ومراكشوباريس، وتم اعتماد خطة عمل حول مكانة المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مؤتمر مراكش . وقال : «إن اجتماعنا في هذه الندوة يخصص لمناقشة الوسائل الكفيلة بإنجاح حوار هادف بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط حول قضايا المرأة، والوصول إلى مقترحات عملية ومشاريع هادفة ترمي إلى تعزيز إسهام ومشاركة المرأة في التنمية الشاملة، وذلك في إطار المبادرات العديدة، ومنها "مشاريع المتوسط" في مجالات التكوين والتربية والتنمية الشاملة، وتشجيع مبادرات النساء والشباب بصفة عامة». ودعا إلى تنظيم أنشطة متنوّعة لتشجيع الحوار والتبادل بين نساء المتوسط من خلال دعم البرامج والأنشطة لمنظمات المجتمع المدني، على أن يواكب ذلك كلًّه، تنظيمُ ندوات وحلقات دراسية متخصصة ودورات تدريبية حول الوساطة الثقافية النسوية. وأوضح الدكتور عبد العزيز التويجري أن في الإمكان تعزيز هذا التعاون في إطار شراكة بين الإيسيسكو والدول الأورومتوسطية تكون نموذجاً للحوار بين أوروبا والعالم الإسلامي، لدعم التوجّه نحو تعزيز قيم الديمقراطية واحترام مبادئ حقوق الإنسان، ودعا إلى تنظيم ندوة للنساء البرلمانيات في المنطقة الأورو - متوسطية في المقر الدائم للإيسيسكو في الرباط، لمناقشة هذه القضايا الحيوية المهمة. وأضاف المدير العام للإيسيسكو قائلا ً : «في ضوء هذا المفهوم الواسع للتعاون، فإنه لا يمكننا أن ننظر إلى المتوسط باعتباره مجالا ً اقتصاديا ً أو تجاريا ً صرفا ً، بل لابد من اعتبار الثقافة قاطرة للتنمية في حوض البحر الأبيض المتوسط. ولابد من تقاسم الأفكار التي نؤمن بها والقيم التي تجمعنا، وخاصة قضية المساواة بين الرجال والنساء في الكرامة الإنسانية وفي الحقوق الأساس والمواطنة الكاملة». وأعلن أن الإيسيسكو بصدد إعداد مشروع خطة متكاملة حول النهوض بأدوار الوساطة الثقافية النسوية لعرضه على أنظار المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المقبل.