حذّر أبو محمد الجولاني قائد "جبهة النصرة" في سوريا، المدرجة على لوائح الإرهاب الأمريكية والدولية، اليوم الأحد، فصائل المعارضة، من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن، واصفاً إياه ب"حلف الشر". وفي تسجيل صوتي بثته مؤسسة "المنارة البيضاء" التابعة لجبهة النصرة على الإنترنت، وصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، قال الجولاني "أنصح وأحذر جميع الفصائل المقاتلة والصادقة على الأرض ألا يستغل الغرب وأمريكا ظلم جماعة الدولة (تنظيم داعش) لهم من قتل للقيادات واستيلاء على الثروات، في الانقياد وراء الغرب والمشاركة في حلف الشر الذي يستهدف القضاء على جذوة الجهاد أو تسخيرهم لمشروع علماني أو تهجينهم مع النظام النصيري في تسوية سياسية". وأضاف الجولاني في التسجيل الذي تبلغ مدته 25 دقيقة، أن "من يريد من تلك الفصائل قتال جماعة الدولة أو صد عدوانها فليقم بذلك دون أن يكون شريكاً في التحالف الصليبي". وخاطب قائد "جبهة النصرة"، الفصائل بالقول "لا يظنن ظان أن الغرب وأمريكا جاؤوا لتخليص المسلمين من الظلم، فها هو بشار(الأسد) منذ 3 سنين يقتل ويذبح ويأسر ويعذب ويلقي بالمواد الكيميائية فوق رؤوس أهل السنة، وقد بلغ عدد الضحايا مليون بين قتيل وجريح، ولم يهدد ذلك السلم والأمن الدولي الذي يتحدث عنه الغرب". من جهة أخرى، قال الجولاني إن "اعتقاد الغرب أن قتالهم من بعيد أو عن طريق الوكلاء سيجنبهم الاستنزاف، خاطئ ولن يفلح وستكون فاتورة الحرب باهضة وتعيد الغرب 100 سنة إلى الوراء". ووجه قائد النصرة حديثه لشعوب الغرب بالقول "المعركة ضد بلادنا ستنتقل إلى قلب داركم، ولن تكونوا آمنين في بلادكم ما لم تعترضوا على قرار حكامكم بقتال المسلمين، وستدفعون ضريبة الحرب كما قادتكم". وشدد الجولاني على أن جبهة النصرة "ستستمر في قتال النظام وستدفع الحملة الصليبية عن الشام وأهلها بكل الوسائل المتاحة". في سياق آخر، خاطب الجولاني، السنة في لبنان بالقول "آن أوانكم أن تحذو حذو أخوانكم في الشام وتنقضوا على عدوكم حزب الشيطان (في إشارة لحزب الله) الذي يمكر بكم ليل نهار والذي تسلط وقتل من أطفال ونساء وشيوخ أهل الشام ولن يفوت الفرصة متى سنحت له لأن يفعل ذلك لأهل السنة في لبنان". واعتبر أن حزب الله "جر لبنان لصراع داخلي لطالما حذر منه العقلاء ولم يتعظ حسن المسكين (في إشارة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله) بما حل بالنظام النصيري (نظام بشار الأسد) ولا بمئات القتلى من حزبه على أيدي المجاهدين في الشام ولا بالمففخات الذي ضربت في عقر داره في الضاحية الجنوبية لبيروت (...)، ولا يزال مكابراً على جراحه لاستمرار عملياته على السنة في الشام". وأضاف بالقول "تبين للجميع بعد أحداث عرسال الأخيرة وقبلها أن الجيش اللبناني يخضع لهيمنة حزب الله ويأتمر بأمره ويسخره لخدمة المشروع الرافضي في لبنان فيا أهل السنة أبعدوا أبناءكم عن جيش سخر لخدمة عدوكم وعسكروهم في خدمة المجاهدين". وكانت "جبهة النصرة" اعتبرت السبت، في بيان مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الهجمات التي تشنها دول التحالف الدولي على مواقع في سوريا بأنها "حرب على الإسلام"، مؤكدة بأنها كانت متوقعة ذلك ومستعدة لمواجهة هذه الهجمات. ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية؛ مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات. ويشن الطيران الأمريكي منذ أغسطس الماضي طلعات جوية ضد "داعش" في العراق، إلا أنه قام بتوسيع هجماته لتشمل سوريا برفقة عدد من الدول العربية، واستهدفت بعض هذه الطلعات الجوية مقرات لجبهة النصرة.