قتل ما لا يقل عن 21 شخصا في هجمات جديدة لمسلحي جماعة "بوكو حرام" المتشددة على بلدتين بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، وفقا لمصدر أمني وشهود عيان. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال إبراهيم مشيليزا، وهو أحد سكان بلدة "شفا" الذي يعيش حاليا في مدينة مايدوغوري، العاصمة الإقليمية لولاية "بورنو"، إن "عائلتي قالت لي إن المتمردين جاءوا إلى بلدتنا شفا، التابعة لحكومة هاول المحلية مساء أمس الأربعاء، وفتحوا النار (على السكان)". وأضاف: "لقد قتلوا أخي... وحوالي 20 آخرين، ولقد بدأ الناس في إخلاء الجثث". فيما قال "سيميون باتا"، وهو أحد قاطني بلدة "شفا" أيضا لوكالة الأناضول عبر الهاتف إن "المسلحين أحرقوا الكنائس والمباني العامة ومنازل المواطنين البارزين"، وأشار إلى أن البلدة أعلنت في الوقت الراهن حالة الحداد الجماعي، دون أن يحدد عدد ضحايا الهجمات. واقتحم مسلحو "بوكو حرام"، مساء أمس الأربعاء، بلدتي "شفا" و"شينديفو" اللتين يقطنهما أغلبية مسيحية مساء الأربعاء، وتبعدان 230 كلم عن مايدوغوري. وقال مصدر أمني لوكالة الأناضول، إن تقارير أفادت بأنهم وصلوا في حوالي العاشرة مساء (15:00 ت.غ)، واستمروا في إطلاق نار حتى منتصف الليل تقريبا. وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن المسلحين هاجموا "شينديفو" أولا قبل أن ينتقلوا إلى "شفا" التي تبعد بضعة كيلومترات، دون أن يشير إلى وقوع قتلى أو إصابات. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات النيجيرية بشأن ما ذكرته المصادر. والثلاثاء الماضي، أعلن الجيش النيجيري مقتل رجل قال إنه كان ينتحل شخصية زعيم "بوكو حرام" "المتوفى"، أبو بكر شيكاو. وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت جماعة "بوكو حرام" سيطرتها على عدة مدن شمال شرقي البلاد، هي: "ديكوا"، و"غمبورو نغالا" و"غووزا" في ولاية "بورنو"، و"بوني يادا"، و"بارا" في ولاية "يوبي" المجاورة. وفي وقت سابق، قالت الجماعة إنها سيطرت على ثماني بلدات في ولاية أداماوا، التي يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة. ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.