استنكر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، عبد الموجود درديري، تركيز الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، معظم كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على الإرهاب، معتبرا أن الإرهاب هو استخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية، وأن الجماعة لم تفعل ذلك. وقال درديري، القيادي بحزب الحرية والعدالة (المنحل)، الذراع السياسي للجماعة والمتواجد في بريطانيا، إن "الجنرال السيسي المتهم بارتكاب أكبر مجزرة في العصر الحديث ضد متظاهرين سلميين ومطلوب للعدالة، استنادا لتقارير حقوقية عدة، يتكلم اليوم عن الإرهاب، والإرهاب هو استخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية، وهذا بالتحديد ما فعله هذا الجنرال الإرهابي في الثالث من يوليو (تموز) 2013". وبشأن الاتهامات المبطنة بالإرهاب التي وجهها السيسي إلى الجماعة، أجاب درديري، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن "هذه اتهامات باطلة.. من يتحدث عن اختطاف الإخوان للعملية للديمقراطية إما أنه لا يفهم معني الديمقراطية أو أنه يحتقر الاختيار الحر والنزيه للشعب المصري". ومضي قائلا إن "جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ نشأتها، تتبني اتجاها تنويرا داعما للسلم المجتمعي وبناء القيم والإخلاق والدفاع عن الحريات والحقوق الإنسانية النبيلة، ولم تشارك ولم تحرض علي عنف، وتحرص علي دعم كل المسارات الديمقراطية". وتابع أن "الإخوان فازوا بكل الانتخابات دون استخدام دبابة واحدة ولا طائرة أباتشي، ويصرون علي عودة الدولة المدنية والديمقراطية والحرية للجميع". وختم القيادي الإخواني بقوله إن "تخصيص الجنزال السيسي معظم وقته للحديث عن جماعة الإخوان يكشف مدى تخوفه من خصم سياسي قوي له جذوره المجتمعية". وفي 25 ديسمبر 2013، أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية"، وهو ما رفضته الجماعة، معتبرا الخطوة تأتي في سياق "تنكيل" السلطات بها، ومرددة أنها تلتزم بالسلمية. ويعتبر مؤيدو مرسي، الذين يتصدرهم الإخوان، أن الإطاحة به عقب احتجاجات شعبية مناهضه له، هو "انقلاب عسكري"، بينما يراها معارضوه "ثورة شعبية". ومتحدثا عن الإطاحة بمرسي، قال السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع حين جرى ذلك، إن الشعب المصري رفض "الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة علي مصالح الشعب". وتابع أن الجماعة "ما لبثت أن وصلت إلي الحكم حتي قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات وسعت إلي فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه". وأضاف دون ذكر اسم جماعة الإخوان صراحة: "عانت مصر من ويلات الإرهاب منذ عشرينات القرن الماضي (تم تأسيس الجماعة عام 1928)، حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها مستترة برداء الدين للوصول إلي الحكم اعتمادا علي العنف المسلح والإرهاب". وفي نهاية الخطاب، تحدث الرئيس المصري عن قدرة مصر على مواجهة الإرهاب، مضيفا أنه "يثق في نجاح مصر في اجتثاث جذور التطرف، بفضل هويتها الوطنية كما سبق لها مواجهة الإرهاب والتطرف في تسعينيات القرن الماضي".