دعت الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، اليوم الاثنين، إلى "الوقف الفوري وغير المشروط" لإطلاق النار في صنعاء، ومحافظتي الجوف ومأرب (شمال وشرقي البلاد)، لحماية حياة المدنيين الأبرياء. وجاءت الدعوة بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء التي خلت تماما، اليوم، من وجود عناصر الشرطة والجيش، في حين استطاع مسلحو الحوثي الاستيلاء على معظم مقار ومباني الدولة، بينها مقار الحكومة والبرلمان ووزارة الدفاع والقوات الجوية ومقر المنطقة العسكرية السادسة. ودعت العشر الراعية للمبادرة الخليجية، في بيان مشترك لسفرائها بصنعاء، إلى "التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود اتفاقية حل أزمة السلطات اليمنية مع الحوثيين، والتزام جميع الأطراف بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية، ومُخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة". وأدانت الدول العشر "استخدام كافة أنواع العنف والتهديدات به ضد الخصوم السياسيين، أو لتحقيق أهداف سياسية"، في إشارة إلى جماعة الحوثي. وأيد البيان دور الرئيس عبد ربه منصور هادي كرئيس "شرعي للدولة"، داعياً جميع الأطراف إلى دعمه في تنفيذ كل جوانب الاتفاقية التي تم التوصل إليها. ومساء أمس، وقعت الرئاسة اليمنية، والأحزاب المشاركة في الحكومة وجماعة الحوثيين اتفاقاً لإنهاء الأزمة السياسية يقضي بتشكيل حكومة جديدة، بحضور المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، وسط رفض الحوثيين الانسحاب من صنعاء. ومنذ أسابيع، ينظم الحوثيون احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات. والدول العشرة الراعية للتسوية السياسية، هي دول الخليج باستثناء قطر (السعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان)، والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (أمريكا، وروسيا، وفرنسا، وإنجلترا والصين). وتشرف هذه الدول على مبادرة نقل السلطة التي تنحى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أواخر 2011 بعد اندلاع ثورة شعبيه ضد نظام حكمه في العام ذاته. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010)، بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، والقوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.