"حاسب حاسب القطر جاي" تلك الجملة التي غالبا ما ترسم خط النهاية لحياة الكثير من المصريين، حيث يبدأ المشهد بسيارة أو شخص ما يحاول المرور إلي جانب قضبان السكة الحديد عبر ما يسمي ب "المزلقان" ذلك يفصله عن الشارع الرئيسي سلسة "جنزير" أو حاجز حديدي أو حتى "حبل" ومن الممكن ألا تجد أيا من هذه العناصر البدائية لحماية المواطنين طوال رحلة القطار . هناك من ينتظر إن يرفع هذا الحاجز ليمر بسلام وآخر لا ينتظر فتكون نهايته تحت عجلات أحد القطارات وثالث تنفذه العدالة الإلهية وينجو من موت مؤكد على قضبان السكك الحديد .. شبكة الإعلام العربية "محيط" ترصد حوادث المزلقانات في مصر وأشهر ضحاياها. طول شبكة سكك حديد مصر 9570 كيلو مترا وإجمالي عدد محطات القطارات الرئيسية والفرعية 705 منها 22 محطة رئيسية و59 محطة مركزية و60 محطة متوسطة و564 محطة صغيرة ، كما يوجد أكثر من 2522 عامل مزلقان "خفير" يعملون بلا رقابة ولا إشراف مما يعطي الفرصة لمزيد من الإهمال غير أن رواتبهم لا تتجاوز ال 700 جنيه ويعملون على مدار 12 ساعة متواصلة. 2013 بلغت حوادث المزلقانات 431 حالة بنسبة 55.2٪ من إجمالي حوادث القطارات عام 2013 وسجل شهر يونيو أكبر معدل عدد حوادث فقد قدرت أعدادها ب 119 حادثة بينما سجل شهر أكتوبر أقل عدد 32 حادثة في هذا العام. وفي يناير 2013 قتل 4 أشخاص بينهم طفلة في حادث تصادم بين قطار وتاكسي بمزلقان أرض اللواء بالجيزة وفي الشهر ذاته لقي 19 مجندا مصرعهم وأصيب 117 آخرون بعد انفصال عربيتين بقطار في البدرشين. ولقي اثنان مصرعهم بالسويس في يوليو من هذا العام جراء اصطدام قطار السويس- الإسماعيلية بسيارة ملاكي في مزلقان العمدة بحي الجناين بالسويس وفي نفس الشهر لقي طالب مصرعه بعد أن صدمه قطار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بسوهاج. في نهاية العام وبالتحديد 18 نوفمبر اصطدم قطار دهشور بسيارتين إحداهما ميكروباص والأخرى سيارة نقل حينما كانا يعبران مزلقان في نفس الوقت الذي يمر به القطار وذلك علي خط الواحات البحرية وطريق الفيوم مما أسفر عن مقتل حوالي 27 شخصا وإصابة أكثر من 30 آخرين. 2012 لكن كارثة قطار أسيوط التي راح ضحيتها حوالي 51 طفلا كانت الأبشع في عام 2012 بعد اصطدام قطار بأتوبيس معهد أزهري بمدينة منفلوط وأسفرت عن ضياع أطفال في مقتبل عمرهم وإصابة 17 آخرين. 2008 في يوليو من نفس العام وقع حادث تصادم أليم بين قطار وحافلة و3 سيارات بالقرب من مدينة مرسي مطروح علي الساحل الشمالي الغربي لمصر وأسفر الحادث عن مقتل 40 شخصا علي الأقل وأصيب 60 أخرون. مزلقان العشرين ويظل عالقا في الذاكرة حادثة بشعة حيث شهد مزلقان العشرين بعين شمس كارثة من أبشع الكوارث التي شهدتها مصر راح ضحيتها 46 طفلا ضحية للإهمال نتيجة اصطدام قطار بأتوبيس مدارس عام 1987. مشروع منسي كان الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل السابق قد أعلن عن إرسال تصميم وضعته الوزارة - تحت إشرافه - لهيئة السكة الحديد وذلك للحد من حوادث المزلقانات وذهبت حكومة الدميري ولم نعرف شيئا عن المشروع الآن. كان المشروع يتضمن تصميم رسمي لطريقة تشغيل المزلقانات علي مستوي الجمهورية كما يشمل وضع حواجز حجرية تجبر السيارات علي تخفيض سرعتها أثناء عبورها المزلقان ووضع أحجار أمام المزلقان لتعريج الطريق أمام السائق ليجبره علي تخفيض السرعة. تتعدد المشروعات وتتعاقب الحكومات ونستمع لأقوال كثيرة هنا وهناك ولكن يبقي الوضع كما هو عليه العديد من حوادث القطارات والمزلقانات في مصر وهناك العشرات تسيل دمائهم علي قطبان السكك الحديدية وأشلائهم تتناثر هنا وهناك شاهد علي واقع أليم وهو تدهور منظومة بأكملها؟. اقرأ فى هذا الملف " مزلقانات السكك الحديدية .. دماء على القضبان" * مزلقانات السكة الحديد .. مصيدة الموت للمصريين * وزارات خارج نطاق الخدمة * المواطنون: المزلقان يوصلك للآخرة.. والعمال: المزلقان الإلكتروني سيقلل الحوادث * المزلقانات المصرية تتجاهل معايير الأمان الدولية * تباطؤ الحكومات في تطوير «المزلقانات» كارثة تهدد أرواح المواطنين ** بداية الملف