"قطار يصدم تاكسي عند مزلقان، شُطِرَت السيارة إلى نصفين، والضحايا امرأتان ورجل"، "خروج جرار عن القضبان وإصابة 30"، "مصرع 3 أشخاص تحت عجلات القطار عند مزلقان"، هذه هي عناوين الحوادث في الصحف عن حوادث القطارات، وإلى الآن مازالت مزلقانات مصر تنزف دماً وتمارس دورها كأحد أسباب الرعب والموت للمواطنين. وفى هذا الصدد ترصد، شبكة الإعلام العربية «محيط»، آراء المواطنين في مشكلات حوادث القطارات عند المزلقانات وتتعرف على أبرز معاناتهم، وكذلك تسمع آراء عمال "المزلقانات" المتهمون الرئيسيون عند وقوع أي حوادث قطارات. حالة رعب يقول سامي العش سائق ميكروباص: "أشعر بالرعب بمجرد قربي من مزلقان السكة الحديد خاصة وأن نظري قد ضعف في الآونة الأخيرة"، مشيراً إلى أن "أكثر المشاكل التي حدثت عند المزلقانات كانت بسبب التكدس، فالقطارات تمر بين الساعة والأخرى، ما يتسبب في تكدس السيارات على جانبي الشريط الحديدي، فتحدث المشادات الكلامية بين السائقين؛ فكل سائق يريد العبور أولا ". طلب إغاثة وتقول مها عادل طالبة بالثانوي: "أخاف كثيرا عند مروري من على المزلقان، فقد استمعت إلى العديد من القصص التي تروي عن وقوع ضحايا بسبب الحوادث الكثيرة التي تحدث هنا وهناك، وأتمنى أن تغيثنا الدولة بحلول توفر لنا الأمان وتحمينا من حالة الرعب التي نعيشها بسبب الحوادث المتكررة على مزلقان السكة الحديد". تعويضات حقيرة أما محمود عطا مدرس إعدادي بمدرسة بلبيس، فيقول : "سبيل أي حكومة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها بعد حدوث هذا الكم من الحوادث وضياع أرواح الكثيرين بسبب الإهمال وعدم المبالاة، هو تقديم استقالتها أو على الأقل إقالة الوزير المختص الذي تقع في عهده مثل هذه الكوارث". وتابع عطا "لكن من المستحيل أن تستقيل وزارة ولا حتى وزير، و أقصى ما يحدث هو معاقبة سائق القطار المطحون أو ملاحظ المزلقان المُسِن أو غيرهما من صغار المسئولين كما يحدث في كل مرة، وأغلب الظن أن قصارى ما ستفعله الحكومة هو أنها ستقرر صرف بضعة آلاف من الجنيهات لكل متوفى، وربما أعرب رئيس الجمهورية عن أسفه لما حدث وأمر بزيادة التعويض المقرر حتى تهدأ الأمور، ويأتي الحادث التالي كأن شيئاً لم يحدث". العمال يدافعون عن أنفسهم محمد عمر، يعمل على مزلقان "بلبيس" بمحافظة الشرقية، بلغ الستين من عمره، تبدأ ورديته من غروب الشمس وحتى شروقها حيث تمتد ورديته ل12 ساعة يوميا، يقول حمد: "مهنتي تحتاج إلى تركيز، فحياة الناس أمانة في رقبتي، فربما تزهق آلاف الأرواح بمجرد غفوة غير مقصودة". وتابع: "اعتدت ألا أصاب بالضجر من صوت القطارات بل أصبحت محببة لي، ويؤنسني ليلا صوت راديو ترانزستور صغير، ونباح الكلاب وصُفارة القطارات التي أنظم مرورها بأقل الإمكانيات المُتاحة". وعن المشكلات التي يعانيها العم "محمد" يقول: " أحتاج إلى غرفة نظيفة يوجد بها صرف صحي وضوء وتهوية جيدين حتى أتمكن من مباشرة عملي بهدوء وتركيز. ويقول توفيق محمد علي الذي يعمل بمزلقان أرض اللواء بمحافظة الجيزة إنه يرى في هذه مهنته الكثير من المشاكل، فهو معرض للمسائلة عند حدوث أي كارثة، مثل حادثة تاكسي أرض اللواء الذي اصطدم بقطار أثناء عبوره عند المزلقان، وكان المخطأ هو سائق التاكسي، ولكن تعرض توفيق للمسائلة والبهدلة في النيابة، على حد وصفه. ويضيف "أعلم بقدوم القطار قبل عبوره بثلاث دقائق، عن طريق جرس الإنذار فأذهب مسرعا لتعليق السلاسل الحديدية، وأصفر "ممنوع العبور.. القطار قادم" لكن الناس تصر على العبور" مضيفاً "الأمر الذي يجعلني أصاب بالقلق و الهلع والخوف من أن يدهس القطار طفل أو فرد، كل هذا وأقبض في نهاية الشهر ألف جنيه، وأول مرتب تلقيته كان مائة وأربعون جنيه، وكنت أعمل في مهنة أخرى بجوار عملي، وربنا يستر على الناس من حوادث القطار". ويكمل توفيق "الكثيرون يلقون اللوم على عامل المزلقان عند وقوع أي حادثة، ولكن في الحقيقة أحيانا تقع المسئولية على عامل البرج أو سائق القطار، والعامل ما عليه إلا تلقى إشارة بقدوم القطار فيذهب مسرعا لتأمين المكان وعمل اللازم". وأنهى حديثة قائلا "أنا متفائل خير من تطوير المزلقانات، فهناك المزلقان الإلكتروني والذي سوف يقلل الحوادث أو يجعلها تتلاشي، فالعامل سوف يجلس على جهاز إلكتروني لمتابعة سير العمل وأجهزة كاميرات تسجل كل لحظة، وتوضح من المخطأ عند وقوع حادثة".