اعتبر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل، أمس الخميس، أن "الحملة ضد داعش "تنظيم الدولة الإسلامية" هي معركة العراقيين أولا، وأن القوة العسكرية وحدها ليست كافية لهزيمته"، مطالبا ب"التنسيق على المستوى السياسي". ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن هاجل خلال جلسة استماع أمام الكونجرس، إن بلاده "ستجري مزيدا من المشاروات بشأن محاربة داعش". وتعهد بتوسيع الحملة الجوية التي تنظمها القوات الأمريكية ضد عناصر تنظيم "داعش" في العراق، وأشار إلى أن "دول التحالف بما فيها تركيا التزمت بمساعدة العراق". وأوضح هاجل أن استراتيجية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، ستتم على مراحل، تبدأ بتزويدهم بأسلحة بسيطة ومعدات للإتصال وتدريبهم عليها، وصولاً إلى تزويدهم بأسلحة متطورة. وكان مجلس النواب الأمريكي، وافق الأربعاء، على طلب للإدارة الأمريكية، بتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة. وأشار هاجل خلال الجلسة إلى أنه "على السوريين أن يثبتوا فاعليتهم في ساحة المعركة، قبل أن تزودهم بلاده بأسلحة اكثر تطوراً". وأوضح وزير الدفاع أن الخطة المقدمة للرئيس الأمريكي، تتمثل في استهداف مواقع لداعش في سوريا، ل "ضرب قدراتها القيادية والتحكمية واللوجستية وبناها التحتية". وفي نفس الجلسة، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري: "نسعى للتخلص من شبكة إرهابية كاملة، ولا بد من تفاهمات واسعة لمحاربة تنظيم الدولة". وأضاف: "العراق لم يعد معزولا عن جيرانه، ويجب علينا أن نمنع عناصر هذا التنظيم من الوصول لساحة المعركة". وأشار كيري إلى أن الولاياتالمتحدة أجّلت التدخل العسكري ضد "داعش" لأسباب عدة منها السعي لعدم التأثير على جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. ومضى قائلا: "علينا تجفيف التمويل غير الشرعى، الذى يصل لتنظيم داعش وأن نوقف تدفق المقاتلين الأجانب، الذين يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا ثم يعودون إلى دولهم لممارسة العنف بها". وطالب ب"بذل جهود كثيرة لمنع هذا التشويه، الذى يقوم به داعش للدين الإسلامى". وأشار المسؤول الأمريكى إلى أن الولاياتالمتحدة ودول عربية وإسلامية تتفق على أن تنظيم "داعش" لا علاقة له بالإسلام بل هو عدو للإسلام ومن عمل الشيطان. ولفت إلى أهمية توصيل المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها داخل سوريا كي لا يستغل "داعش" معاناة الناس هناك. يأتي هذا بعد يوم واحد من كلمة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمام حشد من جنود القيادة المركزية في ولاية فلوريدا، بشأن العراق تعهد خلالها بأنه لن يجر القوات الأمريكية إلى حرب في العراق، وأعلن أن أكثر من 40 دولة عرضت مساعدة التحالف ضد "داعش" "تنظيم الدولة الإسلامية." وبدأت الولاياتالمتحدة مؤخرا في حشد ائتلاف واسع من حلفائها خلف عمل عسكري أمريكي محتمل ضد تنظيم "داعش". وأعلن أوباما، الأسبوع الماضي، استراتيجية من 4 بنود لمواجهة "داعش"، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم اينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. ومنذ 10 يونيو/ حزيران الماضي، يسيطر "داعش" على مناطق واسعة في شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، بيد أن تلك السيطرة أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق "البيشمركة" وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي. ومع تنامي قوة "الدولة الإسلامية" وسيطرته على مساحات واسعة في سورياوالعراق، أعلن نهاية يونيو/حزيران الماضي عن تأسيس ما أسماها "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعة "الدولة الإسلامية".