قال مسئولون وعاملون بقطاع السياحة المصري، إن تحذيرات إسرائيل لرعاياها من السفر إلي مصر وعدد من الدول العربية والآسيوية، تستهدف التأثير سلبا على الحركة السياحة الوافدة إلى البلاد، وكذلك تحويل وجهة السائحين إليها لتعويض خسائرها، جراء تضرر القطاع السياحى الإسرائيلى بسبب الحرب علي قطاع غزة. وحذرت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية، الاثنين الماضي، رعاياها من السفر إلى دول عربية من بينها مصر و الأردن، والكويت، وقطر، والإمارات، ودول أخرى أوروبية وآسيوية خشية تهديدات محتملة بهجمات ضدهم. وقال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة المصرية، رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة، إن تحذيرات إسرائيل رعاياها من السفر إلي مصر يستهدف ضرب السياحة المصرية، خاصة في شرم الشيخبجنوبسيناء، والتي بدأت تعود مع إلغاء عدد من الدول الغربية تحذيرات السفر إلي مصر. وكان هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، قال الأسبوع الماضي، إن قيام هولندا، واليابان، وبلجيكا، وأسبانيا، وفرنسا، وألمانيا وإيطاليا والدانمارك وأيرلندا وأمريكا، بإلغاء تحذيرات السفر عن مصر، تمثل "بوادر طيبة" تصب في صالح السياحة المصرية وتبشر بموسم سياحي جيد. وأضاف سليم في تصريحات له اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تتبع أسلوب منافسة غير شريف في استقطاب السائحين من مختلف الدول بإصدار مثل هذه التحذيرات، وإيهام الدول الغربية بغياب الأمان في مصر. واستبعد وكيل وزارة السياحة المصرية، تأثير هذه التحذيرات علي السياحة الوافدة إلي مصر، خاصة أنه من المعروف لدي العالم عداء إسرائيل، الشديد تجاه الدول العربية. وقال سليم، إن أعداد السائحين الإسرائيليين الوافدين إلي مصر، انخفضت بنسبة كبيرة على مدار الثلاث سنوات الماضية عقب ثورة 25 يناير 2011، مقارنة بعام 2010، حيث بلغ عددهم نحو 400 ألف سائح. وبلغ عدد السائحين الوافدين إلي مصر، من إسرائيل نحو 130 ألف سائح في عام 2013، في حين بلغ عددهم في الفترة من يناير الماضي، حتي أبريل الماضي، نحو 37.8 ألف سائح مقارنة، بنحو 35.5 عن نفس الفترة من العام المنقضي، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وتشير إحصائيات هيئة تنشيط السياحة المصرية، إلي أن عدد السائحين الإسرائيليين الذين زاروا مصر عبر منفذ إيلات في عام 2004، بلغ نحو 389 ألف إسرائيلي، وفي عام 2005 بلغ نحو 256 ألف، بانخفاض 34%، وفي عام 2006 بلغ نحو 171 ألف، وبلغ في عام 2008 نحو 213 ألف، مقارنة بنحو 203 آلاف سائح في عام 2009. وقلل إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، من تأثير هذه التحذيرات علي السياحة الوافدة إلي مصر. وقال الزيات "اعتدنا علي مثل هذه التصريحات من الإسرائيليين، لضرب السياحة في مصر، فكانت تؤثر في بعض الأوقات علي السياحة الإسرائيلية، الوافدة إلي منطقة طابا، والتي انخفضت بشكل كبير في الآونة الأخير. وأضاف رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، فى تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول، أنه رغم عدم خطورة هذه التحذيرات، فلابد أن تتخذ مصر احتياطاتها الأمنية في منطقة جنوبسيناء، لمنع وقوع أي عمليات إرهابية قد تستهدف السائحين. وقال عادل عبد الرازق، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن إسرائيل تستهدف ضرب السياحة المصرية من وقت لآخر، خاصة في هذا التوقيت لتعويض خسارتها السياحية جراء الحرب علي غزة. وقال تقرير صادر عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، الأسبوع الماضى، إن أعداد السياح الوافدين إلى إسرائيل تراجع خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، بنسبة 32٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2013. ويأتي هذا التراجع بحسب التقرير، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت 51 يوما وانتهت في 25 أغسطس الماضي، والتي أطلقت خلالها غزة صواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، لرد العدوان، ما دفع بالسياح الأجانب إلى تحويل وجهاتهم إلى دول أخرى. وأضاف عبد الرازق، في تصريحاته: إن هذه التحذيرات لن تؤثر علي الحركة السياحية الوافدة إلي مصر من مختلف الدول، لأنها غير مقنعة نهائيا. وقال سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري نويبع طابا بجنوبسيناء، إن هذه التحذيرات أحد أساليب إسرائيل لجذب السائحين من مختلف الدول، وضرب السياحة في جنوبسيناء. وأضاف في تصريحات هاتفية، أن الحركة السياحية الوافدة من إسرائيل إلي طابا ونويبع، انخفضت خلال الفترة الماضية. وقال سليمان، إن منطقة طابا تستقبل نحو 5 حافلات سياحية يوميا قادمة من إسرائيل، عبر معبر إيلات من مختلف الجنسيات، ويصل عدد السائحين نحو 50 سائح بصفة يومية. وانخفضت الأعداد السياحية الوافدة إلي مصر، بنسبة 23.7 % خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل عدد السائحين إلي نحو 4.5 مليون سائح، في حين تراجعت الإيرادات السياحية بنسبة 24.7% لتصل إلي نحو 3 مليارات دولار، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وبلغ عدد السائحين الوافدين إلي مصر نحو 5.9 مليون سائح خلال النصف الأول من العام الماضي، قضوا نحو 65 مليون ليلة سياحية، وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه ، حسب بيانات وزارة السياحة.