ظهرت الصحافة الإلكترونية لأول مرة في منتصف التسعينات لتشكل ظاهرة إعلامية فعالة مرتبطة بثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات. وأصبح المشهد الإعلامي والاتصال بالجمهور أكثر انفتاحا وقدرة على نقل الإسهامات والآراء السياسية وبذلك حققت الصحافة الإلكترونية السبق في اتساع الحريات الصحفية، وفاقت قدرتها الصحافة الورقية في تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة . لكن السؤال الأهم، هل ستصبح الصحافة الإلكترونية هي البديل للصحافة الورقية أم ستبقى مجرد منافس أو مكمل لها؟. لا صراع بين «الورقي» و«الالكتروني» يقول الدكتور"شريف اللبان" أستاذ الصحافة الإلكترونية بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن "الصحافة الإلكترونية لن تغني عن الورقية بل هي مكملة لدور الصحافة الورقية والمطبوعة ولا يوجد أى صراع بينهما، حيث باتت المواقع الإلكترونية الصحفية من آليات نجاح الصحف الورقية." وأكد اللبان في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن "ثقافة الإنترنت أصبحت لها جماهيرها وشعبيتها وهي في تزايد مطرد على العكس من قراء الصحف والكتب، لكن وجود الصحافة الإلكترونية لن يلغي الورقية ." جمهور خاص وتكاليف بسيطة الدكتورة "هويدا مصطفى" أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة ، وعضو لجنة تقييم الأداء الإعلامي لانتخابات الرئاسة السابقة قالت :" لا شك أن الصحافة الإلكترونية قد حظيت بمساحة واسعة على الساحة الإعلامية نظرا لما تتمتع به من سرعة وفورية في نقل المعلومات عن الأحداث المختلفة، كذلك قدرتها على تلقي وتضمين الصور وأفلام الفيديو مما يدعم من مصداقية الخبر، وتمكنها من تداول البيانات بسرعة تفوق الصحافة الورقية والتي يجب أن تُنتظر طبعتها في صباح اليوم التالي." وتابعت "مصطفى" في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية «محيط»:"أحدثت الصحافة الإلكترونية تفاعلاً مباشراً بين القارئ والكاتب وإمكانية لقائهما في التو واللحظة، كذلك فإن إنشاء صحيفة الكترونية يتطلب مبالغ قليلة مقارنة بالمبالغ المالية الطائلة التي يتطلبها إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات القانونية الرسمية والتنظيمية،وارتفاع تكلفة الورق الذي يُحمل الصحيفة مشقة مالية يوميا في حين تستغني الصحيفة الإلكترونية عن كل ذلك." وأوضحت أنه "لا يمكن أن تلغي وسيلة إعلامية وسيلة أخرى، فبالرغم من كل مميزات الصحافة الإلكترونية إلا أنه لن تتمكن من إلغاء الصحافة الورقية ولن تكون بديلا عنها بل هي مكمل للصحافة الورقية ووسيلة تطوير فاعلة في عالم الصحافة، كما تحظى الصحافة الورقية بجمهورها الخاص الذي يجد متعة القراءة في التصفح الورقي." المستقبل للإلكتروني شهيد بوليسيين الخبير الإعلامي الأمريكي أوضح في تصريحات صحفية سابقة: "أنه هناك بعض الشك بأن الصحافة الإلكترونية ستؤدي إلى نهاية الصحافة الورقية، لكن انتهاء النشر التقليدي مثل الصحف المجلات الورقية سيكون له أثر اقتصادي كبير حسب الوظائف المتعلقة بالإعلام المطبوع ." وتابع بوليسين"هناك تأثيرين نوعيين متناقضين متعلقان بنشر المحتوى الإلكتروني مقابل النشر التقليدي؛ أولهما انه أصبح بإمكان كل شخص أن ينشر إلكترونيا كما أن الأسماء الإعلامية المشهورة مثل CNNوال BBC وغيرها سيبقى لها حضور قوي لكنهم لن يستطيعوا احتكار المعلومات." ونوه أن "وسائل الإعلام البديلة تستفيد بشكل هائل من النشر الإلكتروني، فالأخبار ووجهات النظر التي لم يكن يسمع عنها أصبحت اليوم تصل للرأي العام العالمي، فعلى سبيل المثال كان للصحافة الإلكترونية الريادة في نقل الحرب الأخيرة على غزة؛ وبناء على ذلك فقد تأثر الرأي العالمي بشكل قوي بمشاهدته لما حدث على ارض الواقع." واستطرد:" لكن النشر الإلكتروني يعاني العديد من المشاكل حيث تكمن المشكلة في هذا النوع من النشر المفتوح المصدر في ضعف التوثيق, فالأشخاص الغير مدربين صحفيا والذين ربما لديهم ضعف في المهارات البحثية ومعايير تحري الحقائق يمكنهم نشر أخبار دون التحقق من صحتها, وهذا يدمر مصداقية النشر الإلكتروني ويمكن أن يجعلها كمصدر للشائعات ومنتجا لنظريات وتكهنات المؤامرة أكثر منه كمصدر أخبار أو تحليلات". اقرأ فى الملف "الصحافة الإلكترونية .. مارد يغير العالم " * الديسك المركزي الجندي المجهول في المعركة الصحفية * المصور الصحفي.. يد تحمل الكاميرا والأخرى تواجه الرصاص * بائع الصحف المصرية والأجنبية يتوقع انقراضها في 2020 * قتل وضرب وإهانة مصير يواجه جنود صاحبة الجلالة * نقيب الإعلاميين الالكترونيين ل«محيط»: نعتزم إنشاء ثلاث كيانات.. ونقابة الصحفيين ستندم * كاميرا المراسل الصحفي .. العدو الأول لقوات الأمن والمتظاهرين ** بداية الملف