طالب عدد من فناني السيرك القومي بضرورة اهتمام الدولة بفناني السيرك، فهم لا يزيد عددهم عن الثلاثمائة لاعب، وتدريب لاعبين جدد يحتاج لسنوات عديدة كي يصلوا لمستوى يؤهلهم الوقوف على المانيش –حلبة السيرك - لمدة خمس دقائق. مرتباتهم أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور الذي حددته الدولة ليكفي معيشة شخص وأسرته بالكاد. فهم يرسمون البسمة على وجوه الناس.. يلعبون وكأنهم ملوك زمانهم داخل حلبة السيرك، أما عن حياتهم الشخصية فهم لا يستطيعون العيش بمرتباتهم، فمنهم من يتقاضى المائتي أو الثلاثمائة جنيه كنظير أجر بدون تعيين، ومن تم تعيينه منهم يتقاضى ما بين الخمسمائة والستمائة جنيه، أما عن مرتبات المديرين وأصحاب درجة المدير العام فلم يتعدى مرتبهم الألف وخمسمائة جنيه. سألت "محيط" خمسة من فناني السيرك عن مشكلاتهم بداخل السيرك وما يطالبون به وزارة الثقافة التي تتولى مسئوليتهم ضمن قطاع الفنون الشعبية الذي يضم 8 شعب، وكان ما يلي: السيرك القومي خارج الخدمة قال الفنان محمد النوبي مدير شعبة الجيزة بالسيرك القومي– لاعب الحربة الصينية والمطبخ الصيني - أن لاعبي السيرك طالبوا بمعدات جديدة منذ أربع سنوات ولم يحضروها لهم حتى الآن وذلك لعدم وجود ميزانية، فحوالي 70% من اللاعبين يشترون معداتهم من أموالهم الخاصة، كما أنهم يتكفلون بملابسهم كي يظهرون بمظهر لائق أمام الجمهور. وأوضح النوبي أن السيرك القومي الوحيد من 8 شعب تابعة لقطاع الفنون الشعبية الذي يدر حوالي أربعة ملايين جنيه كل عام، وعلى الرغم من ذلك فمرتب لاعبي السيرك قليلة جدا لا تكفي معيشتهم. وكانت أبرز مطالب لاعبي السيرك التي اتفق عليها الجميع ضرورة وجود عربة إسعاف بجانب السيرك أثناء الساعتين ونصف مدة تقديم العرض؛ وذلك لأن دوما ما يصيب فناني السيرك إصابات تحتاج الإنتقال على الفور إلى المستشفى، مستشهدين في ذلك بحادث الفنان مدحت كوته الذي حدث مطلع هذا العام عندما انقضت عليه الأسود أثناء العرض وكان لابد من نقلة على الفور إلى المستشفى. وطالب النوبي بعودة مدرسة السيرك، والتي أغلقت عام 1975؛ وذلك من أجل تأسيس أجيال جديدة من فناني السيرك؛ لأنه ممنوع في الدستور دخول لاعبين في سن خمس سنوات، ومن المعروف أن فنون السيرك تحتاج تعليم الأطفال صغار السن كي يحترفون المهنة ويستطيعون المنافسة العالمية. كما أكد على ضرورة تطوير الإضاءة والتي تتكلف 300 ألف جنيه. المشي علي السلك والطوق الفضي أما الفنانة إيمان سيد – تمشي على السيلك - فرأت أن مشاكل السيرك هي عدم تقدير وزارة الثقافة لفناني السيرك، فهم من وجهة نظرها متجاهلين وغير معروفين. وقالت: "عندنا أيضا مشكلات في المعدات والملابسالتي نشتريها من مالنا الخاص، بالإضافة إلى المشاكل المادية ومرتباتنا الصغيرة، لكن الأهم من ذلك وجود عربة إسعاف خارج السيرك أثناء العرض حتى نسعف من يصاب في فقرته، وان يتم علاجه على نفقة الدولة. بالإضافة إلى احتياجنا للاهتمام وعودة حقنا الأدبي". وتحدث الفنان وائل الجريسي – صاحب فقرة الطوق الفضي – عن إمكانيات السيرك المحدودة، وعن الألعاب التي انقرضت بسبب موت الحيوانات كلعبة الفيل والدببة والقرود، أو بموت مدربيهم. وطالب بانفصال السيرك عن قطاع الفنون الشعبية، وأن يكون له ميزانية خاصة لأنه الشعبة الوحيدة في هذا القطاع التي تكسب ملايين الجنيهات ولم يحصل لاعبي السيرك على أي شيء منهم، وهذا بخلاف السبع شعب الأخرى في القطاع التي لا تدخل للدولة أموال مثل "السيرك القومي"، وعلى الرغم من ذلك يحصلون على مزايا وميزانية أكبر منهم بكثير من وجهة نظره. وعن مشكلة انتشار السيركات الخاصة في مصر فرأت الفنانة لويزا حكيم – تقدم فقرة الثعابين العاصرة مع الرقص –أننا من أعطى الفرصة لدخول السيركات الخاصة في مصر. وقالت أن الفنانين يضطرواإلى العمل بالسيركات الخاصة كي يحصلون على المال؛ وذلك لأن مرتباتهم لا تكفي معيشتهم، فكل منهم لدية أسرة وأطفال يريدون تعليمهم في المدارس وهذا يحتاج مصاريف،فلماذا لا يحصلون على مرتبات تكفي معيشتهم وتمنعهم من التوجه للسيركات الخاص؟!. وأضافت لويزا أننا في حاجة إلى إنشاء سيرك آخر وليكن في السادس من أكتوبر على أن يكون سيرك العجوزة هو الأساس، أو يكون للسيرك موقع آخر في الإسكندرية؛فاليوم لا يستطيع السيرك القومي دخول الإسكندرية ورأس البر وبورسعيد والتي دخلها السيركات الخاصة؛ ولذلك رأت أنه يجب على الدولة المحافظة على "السيرك القومي" ومنع السيركات الخاصة من الدخول إلى مصر. البالية يتراجع ورأى الفنان الكبير محمد محمد الحلو – مدرب الأسود –أن مكانة لاعب السيرك الذي يقدم فن راقي يعد الثاني عالميا بعد فن "البالية"، تراجعت،وهذا يعود إلى أن لاعب السيرك تحول إلى موظف له راتب شهري. مؤكدا أن من فعل ذلك اللعيبة والإدارة. وقال أنه "في روسيا بعد الحرب العالمية عندما قاموا بإعادة البناء، بنوا أفران العيش والسيرك؛ لأنهم كانوا يألفون مسلسلات عن "هتلر"، وعندما فككوا اتحاد السيريكات أنشئوا سيرك في كل محافظة، وأعطوا لكل عائلة سيرك وإعانة كل عام، وكانت الإدراة تلف على السيركات لترى مستوى السيرك هل يعلو أم يهبط، فلو هبط المستوى يأخذوا السيرك من العائلة. لكن في مصر "مفيش كدة خالص"، فهم موظفين يجلسون على مكاتب، ولا يوجد فن هكذا!، وأنا من تبقى من كبار الحلو، فلو فهم القائمين على السيرك ما يحتاجه لاصبحت مستشارا للسيرك بحكم الخبرة". اقرأ فى الملف " عالم السيرك القومي .. إثارة ومتعة بطعم الإهمال" * لاعبة المشي على السلك ل"محيط": مفيش حد بيقدرنا..وقعت من فوق السلك مرتين ولم ألمس الأرض * لويزا حكيم ل"محيط": ألعب بالثعابين القاتلة وأخاف من الفأر والبرص * محمد الحلو ل"محيط": الأسود "غلابة" واعتبرهم أولادي * لاعب الطوق الفضي ل"محيط": نقدم حياتنا لإسعاد الجمهور ولا نجد التقدير * مدير شعبة السرك القومي : أرجوكم نظرة.. لاعب السيرك أصبح سائق تاكسي * مصر كانت قد الدنيا بفنونها وريادتها الثقافية (مقال) ** بداية الملف