قرر الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق جنائي في حادثة قتل 14 فلسطينيا في قصف لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" شمالي قطاع غزة، في 24 يوليو/ تموز، وقتل 4 أطفال في قصف لشاطئ بالقطاع قبلها ب8 أيام، حسب صحيفة محلية. ونقلت يدعوت أحرنوت عن رئيس النيابة العسكرية العامة داني افروني، قوله "بعد تحقيق المدعي العام العسكري وفحص 44 ملفا فيها شبهة تنفيذ جرائم حرب، تقرر التحقيق جنائيا في ملفين، أولهما قتل 4 أطفال على شاطئ قطاع غزة في الحرب، وثانيهما قصف مدرسة تابعة لوكالة الغوث وقتل 14 فلسطينيا فيها". وقالت الصحيفة إن "الملفات ال42 الأخرى تم إغلاقها". من جهتها، شككت مؤسسة بيت سيلم الإسرائيلية، وهي مؤسسة حقوقية يسارية، في بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه، في الاعتماد على تجارب التحقيق التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي. وأضافت أن عمليات الفحص التي أعلن عنها الجيش "لن تؤدي إلى تحقيق جدي أو إلى أية نتائج سوى طمس الحقائق". وتابعت المنظمة "سبق وأن أعلنا بداية الأسبوع بأننا لن نتعاون مع جهاز التحقيق العسكري القائم ونطالب باستبداله بجهاز شفاف ومستقل ومحايد". وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى إعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة. وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، بدأ الجيش الإسرائيل حربا على القطاع في السابع من يوليو/ تموز الماضي واستمرت 51 يوما، وتسببت في مقتل 2155 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، بحسب مصادر طبية فلسطينية، فضلا عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية. في المقابل، أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا. ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم السلطة بغزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.