أكد خبراء أن النظام التعليمي المصري يعاني من العديد من المشاكل والتحديات التي تمثل عائقاً منيعاً أمام تطور العملية التعليمية، فالمعلم والطالب والمدرسة والمنهج الدراسي أربعة محاور ترتبط بهم مشكلات التعليم في مصر. ولأن شباب اليوم هم قادة البلاد في المستقبل، وبالتعليم نستطيع النهوض بالبلاد، ومواجهة الأفكار المتطرفة والدخيلة علينا من الخارج، نرصد في التحقيق التالي أراء الخبراء والمسئولين عن المنظومة التعليمية في مصر وكيفية النهوض بها. إعادة بناء في البداية يقول مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم التابعة لمجلس الوزراء: "أن المنظومة التعليمة في مصر وخاصة التعليم قبل الجامعي بحاجة إلى إعادة بناء لأنها غير محددة الأهداف بصورة دقيقة، فهناك نظام التعليم الخاص، والأجنبي، والحكومي، والمدارس القومية، وخلافه، فتعدد تلك النظم يضيع هدف المنظومة التعليمية في إعداد خريجين أكثر كفاءة ومهارة". ونوه في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، إلى ضرورة إعادة النظر في السياسة التعليمية ومنظومة التعليم ككل واصفاً إياها ب"الغير متجانسة"، مشيراً إلى أن مصر هي الوحيدة بين دول العالم التي لا تمتلك منظومة تعليمية متجانسة. وعن تطوير المنظومة التعليمية أضاف:"هناك ثلاث مداخل للعملية التعليمية تتمثل في المعلم والطلاب و المناهج، فلابد من إعداد برامج لإعداد وتأهيل المعلمين في كليات التربية، ثم تأتي عملية إعداد وتطوير الطلاب والتي تتم من خلال قياس قدراتهم على التعلم وذلك حتى يتمكنوا من علاج أي مشكلة أو خلل في مرحلة مبكرة، حيث توجد نسبة كبيرة من التسرب الدراسي بسبب عجز الطالب عن القراءة والكتابة، وكذلك وضع خطة لتطوير المناهج فتغييرها يتم بطريقة عشوائية وغير منتظمة ". مقترح تطويري وطرحت نسيبة عبد المنعم رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي- وكيل وزارة سابقاً- مقترحاً لتطوير المنظومة التعليمية في مصر يتركز على القضاء على الدروس الخصوصية لكي لا يضغط المدرس على الطالب من خلال أعمال السنة في حالة عدم أخذه درساً خصوصياً". ونوهت إلى ضرورة وجود رقابة على شئون الطلاب في المدرسة، بالإضافة إلى قياس قدرة الطالب على التعلم، نظرا لوجود كثير من الطلاب ينتقلون للصف الرابع والخامس الابتدائي، دون أن يتعلموا القراءة والكتابة. وأكدت في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، على أهمية تطوير المناهج و بناء الطالب على سياسة الفهم لا على التلقين والحفظ، وكذلك وجود أسئلة لإبداء رأي الطلاب حتى ننمي لديهم هويتهم الفكرية والسياسية". مركزية المعلومة وأكد مدحت مسعود مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة سابقاً، أن العملية التربوية على مستوى العالم كله تهتم بثلاثة عوامل "المعلومة، والمهارة ، والقيم، مشيراً إلى أهمية تركيز المناهج الدراسية على هذه العوامل بنفس الدرجة، كما أنه لابد أن يدرك واضع المناهج أهمية أن يمر الطالب بخبرات تربوية تكسبه المهارات اللازمة لمرحلة سنية معينة تتطلبها، ليفيد مجتمعه وتولي المسؤولية مستقبلا. وأوضح أن المنزل أصبح بيئة غير ملائمة لكتابة القيم التي يحتاجها المجتمع فأصبح العبء كله على المدرسة، موضحاً أن العملية التعليمية أصبحت عملية تلقينية ثم تقويمية لمعرفة هل حفظ الطالب المعلومة أم لا، الأمر الذي أدي إلى ظهور الدروس الخصوصية وهبوط مستوي التعليم في مصر. ونوه أن الدولة لم تقصر في مسألة النهوض بالتعليم بل طرحت عدة وسائل وخطط منها من لم يحقق أهدافه بعد ومنها من لم يأتي بثماره المرجوة، فعلى سبيل المثال "التعلم النشط" وهو أن يعطي المدرس معلومات قليلة للطالب ثم يتركه ليبحث بنفسه عن المعلومات ومصادر المعرفة الموجودة، مما يقضي على مركزية الحصول على المعلومة و يجعل المدرس أداة من ضمن أدوات الحصول عليها، كما تعلم الطلبة عمل الفريق، بالإضافة إلى نظام "التقويم الشامل" والذي لا يقيم الطالب فقط في الناحية المعرفية ولكن السلوك والقيم. خطأ كبير وقالت دعاء عاشور مدرسة ثانوي بمدرسة الثانوية بنات ببلبيس: "يعتبر تغيير المناهج ما بين كل فترة وأخرى أكبر خطأ حيث يعجز المعلم عن الاستفادة منها بطريقة سليمة تمكنه من إيصالها للطالب بشكل صحيح وسريع ". وأكدت على أهمية تدريب المعلمين على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتقليل كثافة الطلاب في الفصول حتى يتمكن المعلم من إيصال المعلومة للطالب، وبالتالي سهولة حصول الطالب على المعلومة واستيعابها بشكل صحيح". وأضافت عاشور في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، "عدم وضع كل معلم في مكانه الحقيقي يضر بالطالب وبالمنظومة التعليمية بأكملها فقد تجد مدرس مجال زراعي يشرح مادة العلوم، ومدرسة اللغة العربية تدرس مادة الرياضيات مثلاً، وغير ذلك من تجاوزات تضر بالمعلم والطالب معاً". اقرأ فى الملف "العام الدراسي الجديد.. من يدخل الامتحان؟" * «الكتاب المدرسي» أزمة كل عام.. الطلاب: في يد بائع الطعمية.. وآخرون: نستعين بالخارجي * «التلميذة والاستاذ» .. علاقات سرية خلف أسوار المدارس * المنتجات المدرسية الصينية تجتاح سوق الفجالة.. والمستهلك: هدفنا السعر(صور) * خبراء: الوضع الاقتصادي والنظم المتخلفة من أسباب انهيار التعليم في مصر * خبراء.. «المناقشة والحوار» أفضل الطرق للتدريس.. ومعلمون: «البليد» منبوذ * "محيط" ترصد الأسباب الحقيقية وراء عزوف الطلاب عن المناهج الدراسية ** بداية الملف