أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون:"نرغب بشدة في بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة، ولا نريد لعائلة الشعوب هذه أن تتفكك"، مشيرا أنه سيتحدث اليوم للناخبين في اسكتلندا ويوجه لهم رسالة مفادها "نريد بقاءكم معنا". ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية فقد أضاف كاميرون، في مقالة له في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أشار فيها إلى أن "القرار الذي سينتج عن الاستفتاء الأسبوع المقبل حول استقلال اسكتلندا لا رجعة عنه" مضيفا "التصويت في غاية الوضوح، فإما مستقبل مظلم بالتصويت بنعم، أو مستقبل مشرق بالتصويت بلا، وإن كان الأخير سوف نعيش هذا المستقبل معا". وأوضح كاميرون أنه "في حال كانت النتيجة "لا للاستقلال" فذلك لا يعني أن اسكتلندا لن تحصل على مزيد من الصلاحيات في مجال الضرائب والمصاريف"، مشيرا إلى أنه يؤيد خطة رئيس الوزراء الأسبق، غوردون براون، لمنح صلاحيات جديدة لاسكتلندا، في حال رفضت الاستقلال عن المملكة المتحدة. ومن جانبها تتحاشى الملكة البريطانية إليزابيث الثانية غالبا إبداء الرأي في المواضيع السياسية، وذكرت صحيفة "تايمز" في عددها الصادر اليوم، أن الملكة تفضل ألا يجرها السياسيون إلى النقاشات الدائرة هذه الأيام حول استقلال اسكتلندا، حيث عنونت الصحيفة نقلا عن الملكة "لاتقحموني في النقاشات". ورغم هذه الرغبة، قالت الملكة في كلمة لها في البرلمان البريطاني، في افتتاح السنة التشريعية العام الجاري: "حكومتي ستواصل منح برلمان اسكتلندا صلاحيات مالية جديدة، وستضمن بقاء اسكتلندا جزءا من المملكة المتحدة". وتعكس الصحافة البريطانية حالة القلق عند الحكومة والتاج البريطانيين، في حال استقلال اسكتلندا، بسبب عدة قضايا لم يتم حسمها كالعملة الأسكتلندية، ووضعها في الاتحاد الأوربي، وعائدات النفط في بحر الشمال. ومع اقتراب موعد الاستفتاء في أسكتلندا بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر الجاري، تشير التقديرات إلى أنَّ نسب المؤيدين للانفصال والمعارضين له تبقى متقاربة، وتشهد ارتفاع عدد الذين لم يتخذوا قرارهم بعد بين الانفصال أوعدمه، بسبب مخاوفهم من تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد بعد الانفصال. ويشير آخر استطلاع للرأي أجرته شركة TNS لاستطلاع الرأي العام بتاريخ 27 أغسطس/آب الماضي - إلى أنَّ نسبة المؤيدين للانفصال بلغت 38% ، أما المعارضين فبلغت 39% ، فيما المترددين شكلوا 23%. ومن المقرر أن يشارك في الاستفتاء من تجاوزت أعمارهم 16 عاماً، ، وتبلغ نسبة من يحق لهم التصويت 3.5 مليون نسمة من أصل 5 ملايين و300 ألف نسمة يشكلون سكان البلاد، وفي حال انتهاء الاستفتاء لصالح الانفصال ستتمكن اكتلندا من نيل استقلالها قبيل عام 2016. ومن المنتظر أن يزور "كاميرون" اسكتلندا اليوم، على رأس وفد يضم نائبه زعيم الحزب الليبرالي "نيك كليغ"، وزعيم حزب العمال المعارض "إيد ميليباند" لإرسال رسالة موحدة رافضة للانفصال، حيث دعا "ميليباند" إلى رفع الأعلام الأسكتلندية في عموم بريطانيا تأييداً لبقاء أسكتلندا ضمن المملكة.