رصدت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية كيف قام تنظيم "داعش" بإقحام نفسه في جميع مجالات الحياة اليومية تقريبا بالمدن والقرى المنتشرة في السهول الصحراوية شمال شرق سوريا. ولفتت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت إلى أن تنظيم داعش صاحب السمعة السيئة لما يقوم به من ذبح وتمثيل بالجثث والإبادة الجماعية ، يوفر الطاقة والماء ويدفع الرواتب ويتحكم في حركة المرور ويدير كل شئ تقريبا من المخابز والبنوك وحتى المدارس والمحاكم والمساجد .. وتصدرت تكتيكات داعش القتالية وتفسيره الصارم للشريعة الإسلامية عناوين الصحف، حيث يقول السكان إن معظم قوة داعش تكمن في كفاءتها. وأضافت أن محافظة الرقة الواقعة شمال وسط سوريا تُعّد أفضل توضيح على أساليب داعش، حيث يُعد استيلاء الدواعش على هذه المحافظة مثالا على الحياة في ظل "الخلافة" الإسلامية التي يأملون امتدادها من الصين وحتى أوروبا في يوم من الأيام. ونوهت الصحيفة عن الدواعش لم يتركوا مؤسسة أو خدمة مدنية إلا وسيطروا عليها في محافظة الرقة الواقعة في مهب الريح والتي كانت موطن لربع مليون شخص قبل بدء الحرب في سوريا التي دامت 3 سنوات. ووصف سكان الرقة ومسلحو داعش وحتى النشطاء المعارضون للتنظيم كيف تمكن الدواعش من بناء هيكل مشابه لحكومة حديثة قي أقل من عام بزعامة الخليفة أبو بكر البغدادي. وقالت (ذي اندبندنت) إن تقدّم داعش دّق جرس الإنذار للقوى الإقليمية والغربية ، فيما وصف الرئيس الأمريكي بارك أوباما التنظيم بأنه "سرطان" ينبغي استئصاله من الشرق الأوسط، وبناء عليه قصفت طائرات حربية أمريكية مواقع لداعش في العراق، ونظرا لانغماس التنظيم الذي بات جزءا لا يتجزأ من نسيج الحياة في بعض الأماكن مثل محافظة الرقة، أصبح من المستحيل على الطائرات الأمريكية -السماح للقوات العراقية والسورية والكردية- استئصال "داعش" باستخدام القوة فقط.