استنكر عددا من علماء مشيخة الأزهر الشريف عرض إحدي برامج "مسابقات الرقص" على إحدى القنوات الفضائية، حيث طالبوا بوقفه أو منعه من العرض. جاء هذا في بيانا نشر على صفحة الشيخ مظهر شاهين بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وقع عليه عددا من علماء مشيخة الأزهر الشريف وهم، الشيخ :خالد الجندي "عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ومن علماء الأزهر الشريف"، الشيخ مظهر شاهين "عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وإمام مسجد عمر مكرم"، الدكتور أحمد كريمة "الأستاذ بجامعة الأزهرالشريف"، الدكتور أمنه نصير "الأستاذ بجامعة الأزهرالشريف"، الشيخ أحمد تركي "مدير عام بحوث الدعوة وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية". وقال البيان: "نحن لسنا أوصياء على أحد من الناس ولا ينبغي ذلك أبدا .. وإنما نمارس ما أوجبه اللهُ علينا جميعا من الأَمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، بالحسنى والمعروف، لقوله تعالَى «وَلْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةً يَدعُونَ الى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بالمَعروف ويَنهَونَ عَن المُنْكَرِ وأُولٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُون»"، مضيفا: "لذا نرى لنا الحق في اتباع الطُّرق الدعوية والقانُونية التي كفلهما الشرع والدستور والقانون ، للمطالبة بحماية النسيج الأَخلاقي لمجتمعنا المِصري الأصيل". وتابع البيان: "إنَّنا نرفض كل صور الإنحرافِ حتى في الفتاوى ، وكذا العنف بكُل صورِه ، وندينه بشدة ، فنحن نريدها ( وسطِّية ) بغير إفراط أَو تفريط" . كما أشار البيان إلي أن هناك ما وصفه ب"هجمات متتابعة على قيم المجتمع " مثل "دعوة البعض للإلحاد، و التشكيك في الثوابت، والتطاول على الازهر و رجاله، والمساس بالوحدة الوطنية، وإعلان الشذوذ، وممارسة العنف ضد المرأة، وحوادث التحرش وتخريب المرافق والمنشأت العامة، والتعدي على رجال الجيش والشرطة"، مضيفا : "لتكون آخرة ذلك برنامجا تقدمه احدى الفضائيات ينظّم مسابقة بينَ راقصات العالَم ، تتعرى فيها النساء باسم الفن..ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". كما وجه العلماء الإزهريون أسئلة إلي "الضمير العام"، وقالوا: "هل يتفق هذا البرنامج العاري مع ما يدعو اليه المولي سبحانه وتعالى من العفة والحياء وما أقره الدستور المصري وما يوجه إليه السيد رئيس الجمهورية من الإهتمام بالقيم الأخلاقية، وإِعلاء قيم الشَّرف والعمل والفضائل ؟، لماذا يصر البعض على إحراج الدولة إزاء التحدي الراهن، الذي يزايد فيه المتطَرفون على ديننا وأخلاقنا ، بدعوى أنهم كانوا في عهدهم البائد، حماة الدين والأخلاق ، وذهبتا بذهابهم ؟؟، لمصلحة من يقوم البعض باستفزاز الشعور الأخلاقي العام، خاصة والبلاد مقبلة على انتخابات برلمانية فارقة ؟". وتسأل العلماء أيضا: "لماذا يظُن البعض، أن التطرف ينحصر في بعضِ الممارسات الدينية المغلوطة فقط؟ ويتناسون أنواعا أخرى لاتقل خطَرا عن سابقتها، بل وتودي اليها بقانون رد الفعل، ومنها التطرف السلوكي والفكري والعقلي عند البعض ؟؟، لماذا حرصت أَنظمة مجتمعنا مشكورة على عدم استخدام الإعلام للترويج للسجائر والخمور والملاهِي الليلية ؟؟، أليس ذلك للحِرصِ عَلَى قِيَمِ المجتمعِ المُتَّفَقِ عليهَا وصحّة أبنَائِهِ ؟؟"، مشيرين إلي خطورة "تأثير العري وإثارة الغرائز" على المراهقين من حوادث التحرش و المخدرات – على حد قول البيان. كما أعربوا عن اندهاشهم من حصر البعض لدور علماء الأزهر في "فقه العبادات" ومنعهم عن "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"، وأشاروا إلي قول سيدنا محمد "ص" : "الذي نفْسِي بيَدِهِ لتَأمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ ولَتَنْهَوُنَّ عَن المُنكَرِ ، أَو ليُوشكَنَّ اللهُ أَن يَبعَثَ عليكُم عِقَابَاً مِنهُ ، فَتَدعُونَهُ فَلَا يَسْتَجيبَ لَكُمْ". وقال البيان: "ألَا تعجبون معنا من سكوت البعض عن هذهِ المصيبة الأخلاقية ، رغم أَنهم من وقت قريب أعلنوا فزعهم من ورقة بيضاء تدعوا للصلاة على النبي ( ص) ؟؟..قولوا لنا : لماذا أغلق المسئولون بالأمس القريب ، قنواتا للرقص ، كانت تقدم نفس الخلاعة والمجون، بل وآخرها كانت قناة لإحدى الراقصات ؟ هل هذِه لَيسَت كتلك ؟..قولوا لنا : لماذا منع السيد ( رئيس الوزراء ) عرض فيلمِ الأزمة ، والمسمى ( حلاوة روح )؟؟ أليست أسباب المنعِ تنطبِق عَلَى بَرنَامجنا الكارثي، بل هى على الشاشةِ الصَّغيرةِ أَدهَىٰ وَأَمَرّ ؟؟". ووجه العلماء سؤالا إلي الأباء والأمهات: "هل يتمنى أحدكم ( وأنتم أهل الفضل ) أن يرى ابنته ( راقصة ) تفترس الأعين الجائعة جسدها باسم الفن والإبداع ؟؟". يذكر أن الفنانة الإستعراضية المصرية دينا قد أعلنت عن تقديمها لإحدي البرامج التلفزيونية لاكتشاف المواهب الجديدة في "الرقص الشرقي" على قناة "القاهرة و الناس" الفضائية. وكان الشيخ خالد الجندي و الشيخ مظهر شاهين قد تقدما ببلاغا للنائب العام المصري ضد صاحب قناة "القاهرة والناس" طارق نور، مطالبين إياه بوقف البرنامج.