أرسلت السلطات السنغالية فريقا طبيا إلى حي "برسال آسيني" في العاصمة داكار التي كان يقيم فيها الشاب الغيني، أول حالة إصابة بفيروس إيبولا في السنغال. ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن المصدر ذاته، إنه تم تطهير منزل الشاب الغيني المصاب ثم غلقه، كما قام الفريق الطبي بتعقيم المركز الطبي حيث مر به المريض قبل أن ينقل إلى مستشفى "فان" بداكار. ولم يخف سكان الحي قلقهم وغضبهم بخصوص ما حصل. وقال أحد سكان الحي "كان والداه على علم بأن إبنهم مصاب بإيبولا، وكان عليهم ألا يجلبوه إلى بلدنا لأنهم يدركون جيدا عواقب ذلك". بدوره علق "خادم نغوم" على اكتشاف أولى حالات الإصابة بإيبولا بالسنغال قائلا: "لقد تمكن الشاب من دخول بلادنا على الرغم من إغلاق الحدود، وينبغي على السلطات أن تكون أكثر حذرا، ويجب تشديد المراقبة". وأعلنت وزيرة الصحة السنغالية، إيفا ماريس كولي سيك، أمس الجمعة، تسجيل أول إصابة بفيروس "إيبولا" في البلاد. وقالت الوزيرة، في مؤتمر صحفي في داكار، حضره أمس مراسل "الأناضول"، إنّ "المصاب بالمرض هو طالب غيني شاب (لم تسمه) كان يدرس في إحدى جامعات العاصمة الغينية كوناكري". وأوضحت أن الطالب ذهب الثلاثاء الماضي، إلى إحدى المستشفيات السنغالية لإجراء فحوصات، وقد كان حاملا لأعراض المرض دون نزيف، غير أنه أخفى المعلومات بشأن الاتصالات التي كانت له مع ضحايا هذا المرض في غينيا. ووضع الشاب في الحال في الحجر الصحي، حيث يحظى في الوقت الراهن بالرعاية الطبية اللازمة، حسب الوزيرة. وأضافت كولي سيك أنّ تحاليل العينات التي أرسلت إلى معهد باستور في داكار للكشف عن فيروس إيبولا إيجابية، مشيرة إلى أنّ المريض في حالة مستقرة. وأكدت الوزيرة أنّ "جميع الخطوات اللازمة اتخذت لمنع انتشار المرض من خلال الحالات القادمة من خارج البلاد." وكانت السنغال قررت، في 21 أغسطس/ آب الجاري، إغلاق جميع حدودها مع غينيا الاستوائية، لتجنب انتشار الفيروس الذي يشكل معضلة صحية عامة ذات أهمية عالمية، وفقا لبيان سابق لوزير الداخلية السنغالي، عبد الله داودا ديالو. وأودى فيروس إيبولا بحياة 1552 شخص في الدول الأكثر تضررا بمنطقة الغرب الأفريقي (غينيا كوناكري، ليبيريا، سيراليون ونيجيريا)، من أصل 3069 حالة مصابة بالمرض، حسب أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر الخميس الماضي، دون احتساب الوفيات المسجلة في الكونغو الديمقراطية، والتي لم يشملها التقرير. و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى (90%)، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس بدأت في غينيا في ديسمبر/كانون أول 2013، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، لتصل، مؤخرا، إلى الكونغو الديمقراطية والسنغال.