لاقى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ترحيبا من دول عربية وغربية، ومنظمات دولية وحركات سياسية، لليوم الثاني على التوالي، بالتزامن مع عودة الهدوء للقطاع. ففي تونس، قال بيان لرئاسة الجمهورية حصلت الأناضول على نسخة منه، "على اثر توصل الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة لاتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي لوقف عدوانه على غزة، تهنئ تونس الشعب الفلسطيني المقاوم بالنصر وتثمّن كل ما قدمه من معاني الفداء والتمسك بالحقوق والايمان بالقضية". وتابع البيان: "نعتبر أن هذا الاتفاق قد جاء ليعلن هزيمة العدوان وليتوج صمود المقاومة بعد خمسين يوما من القصف الجهنمي على كل مظاهر الحياة في غزة، وفي شبه عزلة من العالم". ووفق البيان، جددت تونس عزمها مواصلة كل الدعم للفلسطنيين إلى أن تتحقق مطالبها في "دولة آمنة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وتأمل أن ترى تثبيت اتفاقات الوحدة الوطنية على الأرض ليواجه الشعب الفلسطيني متطلبات الحرب والسلم كتلة واحدة". وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم أمس الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل فلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة"، واعتبرتها إسرائيل "انتصارا" أيضا لأنها حققت الوقف الكامل لإطلاق الصواريخ من القطاع، حسب مسؤولين إسرائيلين. وفي الأردن، رحبت الحكومة بوقف إطلاق النار في غزة، وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسيمة (بترا)، إن "وقف اطلاق النار بين الجانبين سيسهم في الحفاظ على أرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، وبما يُحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار". وفي بريطانيا، قال وزير شؤون الشرق الأوسط، توباياس إلوود، "أرحب باتفاق كافة الأطراف اليوم على وقف إطلاق النار، وأشيد بجهود الحكومة المصرية لتحقيق هذه الخطوة الهامة"، وتابع أن "وقف إطلاق النار يتيح فرصة حيوية نرحب بها للتوصل لاتفاق شامل يعالج مسببات الصراع". بدوره، رحب نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بإتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيدا ب"جهود جمهورية مصر العربية التي أدت إلى التوصل لهذا الاتفاق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي"، وفق بيان حصلت الأناضول على نسخة منه. ودعا الأمين العام في البيان، جميع الأطراف المعنية إلى "بذل كل ما بوسعها من أجل تثبيت الهدنة والالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق والإسراع برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة والبدء في عملية إعادة إعمار القطاع". ولفت العربي إلى أن "المشاورات متواصلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل إطلاق تحرك عربي ودولي جدي يهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، ولمنع استمرار الانتهاكات والإعتداءات الإسرائيلية المتمادية على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة". ورحب أيضا، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، باتفاق وقف إطلاق النار، في قطاع غزة، وأعرب عن أمله بأن يضع هذا الاتفاق حدا للحرب المدمرة في القطاع. ودعا مدني إلى "ضرورة أن يكون الاتفاق، مقدمة لإيجاد حل جذري لمشكلة الحصار الإسرائيلي (مفروض من 2006) على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر فتح جميع المعابر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والبضائع، بغية الشروع في عملية إعادة إعمار لما خلفه العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى توفير الوسائل التي تمكن للفلسطينيين سبل العيش الكريم"، حسب بيان حصلت الأناضول على نسخة منه. وقال مدني في البيان "من الضروري أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار، منطلقا دوليا لإعادة فتح ملف المفاوضات، من أجل الوصول إلى اتفاق سلام عادل وشامل، ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، بما فيها القدسالشرقية، ويمكن الفلسطينيين من بناء دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف". كما هنأ "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الداعم للرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، للشعب الفلسطيني ب"انتصار المقاومة الفلطسينية الأبية في معركة العصف المأكول (اسم أطلقته الفصائل الفلسطينية على صدها للحرب)، والتي عصفت بغرور الصهاينة وأسقطت كل نظريات العدوان الغاشم الي غير رجعة باذن الله". وتابع في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، أن "انتصار المقاومة الفلسطينية ليست انتصارا للشعب الفلسطيني فحسب، بل هو انتصار لكل الثائرين والثائرات وطالبي الحقوق والحريات في أرجاء الأمة ومجد جديد لخيار المقاومة والصمود". وفي الكويت، هنأت الحركة الدستورية الإسلامية في الكويت (مجموعة منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين)، الشعب الفلسطيني ب"انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة والإنجاز التاريخي الذي حققته". وخصت الحركة في بيان صحفي تلقته الأناضول اليوم "الصامدين من أهل غزة وعلى رأسها المقاومة بجميع فصائلها وأجنحتها الوطنية والإسلامية بالتهنئة بهذا بالانتصار والإنجاز التاريخي". وأضافت أن "هذا الانتصار تحقق ببذل التضحيات والشهداء والمواقف الداعمة لرباطهم وصمودهم"، مشيرة إلى أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار "جاء بعد أن خضع الكيان الصهيوني إلى مطالب المقاومة المشروعة والمستحقة". وبمجرد الاعلان عن الاتفاق أمس، عبرت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإيطاليا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وقطر وتركيا، عن ترحيبهم به. وعاد الهدوء إلى شوارع غزة اليوم، وبدأ سكان القطاع يعيشون حياة طبيعية، بعد ليلة شهدت احتفالات صاخبة بما قالوه إنه "انتصار على العدوان". وجاءت هذه الهدنة التي سرت في تمام السابعة مساء بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل (16.00 تغ) أمس، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب احصاءات فلسطينية رسمية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 65 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.