نفى مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس، وجود خلافات داخلية، حول رؤيتها لمطلبي "الميناء البحري، والمطار"، في قطاع غزة. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة الأناضول، إن تصريحات محمود الزهار، عضو المكتب السياسي للحركة، أمس الثلاثاء بشأن البدء في بناء ميناء ومطار في قطاع غزة، هي من أجل "إشعار الفلسطينيين بأنهم أقرب ما يكون لهذا الإنجاز". وأوضح المصدر، أن خطاب الزهار أمس في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان "يتماهى مع خطاب النصر بما أنجزته المقاومة". وأضاف:" قد يصفه البعض بأنه خطاب إنشائي، لكن الزهار أراد من خلاله توضيح، حالة الثقة والإيمان بأنّ هذا الإنجاز سيكون واقعا، ملموسا، وأننا أقرب ما نكون إليه". واستدرك بالقول:" الميناء موجود، وهو واقع ويحتاج فقط إلى تطوير، والمطار دمرته إسرائيل، وفي هذا الإطار كان يدور حديث الزهار أمس، ولكن هناك بعض المفردات تأتي من باب (التعبئة الجماهيرية) وبث الحماسة في نفوس الفلسطينيين، فنحن نتحدث عن حقوق واضحة للشعب الفلسطيني". وقال:" لا خلاف بين أي متحدث في الحركة حول أي قضية، خاصة فيما يتعلق باتفاق التهدئة"، مشددا على أن الخطابات الجماهيرية لها "وضعها الخاص" و"مفرداتها الخاصة". وظهر محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس أمس محاطاً بالجماهير الذين استقبلوه بالتصفيق. وقال الزهار، إنّه سيتم بناء الميناء والمطار دون أخذ إذن من أحد، (في إشارة إلى إسرائيل). وأضاف:"من سيعتدي على مينائنا سنرد بقصف مينائه ومن يعتدي على مطارنا سنقصف مطاراته"، في إشارة إلى الصواريخ التي أطلقتها فصائل المقاومة تجاه مطار "بن غوريون" الإسرائيلي . وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم أمس الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار. ولم يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الحديث عن تشغيل "مطار، وميناء"، في قطاع غزة، وهما الشرطان اللذان كانت تصر المقاومة الفلسطينية على إدراجهما. لكن مصادر فلسطينية مطلعة قالت لوكالة الأناضول أمس الثلاثاء، إن موضوعي المطار والميناء، سيبحثان خلال المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 64 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.