أعلنت تنسيقيات إعلامية معارضة أن 7 سوريين قتلوا وجرح 20 آخرون على الأقل، اليوم الثلاثاء، في 13 غارة جوية شنّها طيران النظام على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف ب "داعش" بمحافظة دير الزور شرقي البلاد. وذكرت التنسيقيات مثل "شبكة الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات" و"إذاعة دير الزور الحرة" على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن طيران النظام شنّ منذ صباح اليوم الثلاثاء وحتى الساعة (11.45)تغ، 13 غارة جوية على عدد من مواقع "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور، شملت أحياء بمدينة دير الزور وعدداً من البلدات في ريفها. وأشارت التنسيقيات إلى أن قتلى وجرحى بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وعدد من المدنيين لم يتسن التأكد من أعدادهم بدقة، بسبب اتساع رقعة المناطق التي شملتها الغارات، مؤكدة أن 7 قتلى و20 جريحاً معظمهم من المدنيين سقطوا بواحدة من الغارات التي استهدفت بلدة الحوايج بريف دير الزور. ولفتت التنسيقيات إلى أن النظام لم يكتف بشن الغارات الجوية، وإنما قامت قواته بقصف صاروخي ومدفعي لعدد من القرى والبلدات القريبة من مطار دير الزور العسكري أكبر معاقله المتبقية في دير الزور، التي يسيطر مقاتلو "الدولة الإسلامية" على أكثر من 90 بالمائة من مساحتها. وفي سياق متصل، قال الإعلامي نورس العرفي في مدينة دير الزور: "إن غارات النظام الجوية وقصفه المدفعي والصاروخي على المحافظة اليوم يأتي انتقاماً لخسارته مطار الطبقة العسكري بريف محافظة الرقة المجاورة لدير الزور قبل يومين، ويعد "ضربة استباقية" للتنظيم الذي يستعد لشن هجمات على المواقع القليلة التي لا يزال النظام السوري يسيطر عليها في دير الزور". وفي تصريحه لوكالة "الأناضول" أوضح العرفي أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد سيطرته على كامل محافظة الرقة، فإنه سيوجه ضرباته حكماً إلى جيوب قوات النظام القليلة التي ما يزال يسيطر عليها بمحافظة دير الزور وذلك لطرد آخر مقاتل فيها، كما حصل في الجارة الغربية "الرقة". ولم يتسنّ التأكد مما ذكره الناشط والتنسيقيات الإعلامية من مصدر مستقل، كما لا يتسنّى عادة الحصول على تعليق من "الدولة الإسلامية" على الاتهامات الموجهة له بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام. وأقر النظام السوري، الأحد الماضي، بسقوط مطار "الطبقة" العسكري بيد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ووصف الأمر ب"الإخلاء"، ليكون آخر معاقله التي تسقط بيد التنظيم في محافظة الرقة. وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، مطلع يوليو/تموز الماضي، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر والنصرة والجبهة الإسلامية فيه للتنظيم وإعلان توبتهم عن قتاله، ليسيطر التنظيم بذلك على معظم مساحة المحافظة بعد سيطرته مؤخراً على مدينة دير الزور مركز المحافظة والريف الغربي فيها. ولمحافظة دير الزور الغنية بالنفط مكانة استراتيجية لدى "الدولة الإسلامية"، وذلك كونها صلة الوصل بين المناطق التي سيطر عليها مع قوى سنية أخرى في شمالي وغربي العراق يونيو/حزيران الماضي، وبين معقل التنظيم الأساسي في سوريا وهي محافظة الرقة (شمال)، وذلك في سبيل تجسيد "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم قبل نحو شهرين.