ما تزال إسرائيل ماضية في سياسة استهداف المنازل والمساجد، في قطاع غزة، بعد مرور 49 يوما على الحرب التي تشنها على القطاع. ومنذ انهيار التهدئة المؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، الثلاثاء الماضي استهدفت الأخيرة عشرات المنازل وحولت العديد منها إلى ركام. وكان أعنف الغارات التي استهدفت البنايات السكنية، تدمير الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أمس السبت، برج "الظافر 4" السكني غرب مدينة غزة، المكون من 11 طابقا يحتوي على 44 شقة سكنية دمرت بالكامل؛ ما أدى إلى إصابة 19 فلسطينيا معظمهم من الأطفال وتشريد عشرات العائلات التي كانت تسكنه. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية اليوم الأحد، عدم منازل في مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، بينهم طفلة رضيعة، وإصابة 20 آخرون. وقتل فجر أمس السبت، 5 من أفراد من عائلة أبو دحروج، بينهم طفلين وسيدة، جراء قصف استهدف منزلهم الواقع وسط قطاع غزة، دون سابق إنذار. وتقول إحصائية أصدرها مركز "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، مساء أمس السبت، إن حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الحرب على غزة وصلت إلى 15671 منزلا، منها 2276 دمر بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة بشكل طفيف. كما دمرت الطائرات الإسرائيلية الكثير من المساجد، كان آخرها مسجد خليل الرحمن، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية بشكل كامل، فجر أمس السبت. ودمرت إسرائيل 161 مسجدًا، منهم 41 بشكل كلي، و 120 بشكل جزئي، وفق إحصائية لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، في إحصائية أولية لوزارة الأوقاف الفلسطينية. وتتركز الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، بشكل يومي على المنازل، والأراضي الزراعية الفارغة. واستأنف الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الثلاثاء الماضي، مهاجمة أهداف فلسطينية، في قطاع غزة، ردا على ما قال إنه "اختراق التهدئة، وتجدد إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل"، وهو ما نفته حركة حماس، مشيرة إلى أن إسرائيل "تبحث عن مبررات لاستئناف عدوانها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس السبت أنه سيهاجم كل مبنى عسكري أو مدني في قطاع غزة تنفذ منه أو محيطه هجمات ضد أهداف إسرائيلية موجها التحذير لسكان القطاع بالقول "أعذر من أنذر". وقال افيخاي ادرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، في تغريدة على (تويتر) إنه تم توجيه "منشورات ورسائل نصية ومكالمات هاتفية لتحذير سكان القطاع نصها: كل بيت تنفذ من محيطه عمليات إرهابية سيتم ضربه". واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، مشير عامر (المحاضر في كلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة)، أن بيان الجيش الإسرائيلي الأخير، هو بمثابة "حرب نفسية يشنها على سكان القطاع، لدفعهم للضغط على المقاومة لإنهاء الحرب". وقال عامر لوكالة الأناضول:" هذا التهديد انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان، وعلى هيئة الأممالمتحدة ومؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي الضغط على إسرائيل، لوقف استباحة دماء الأبرياء". واستدرك:" لا يعقل أن تكون كل هذه الآلاف التي قتلت، والمنازل والمساجد والمستشفيات التي دمرت تابعة للمقاومة". وأضاف:"لا يمكن لأي قوة أن تفرض على الناس عقابًا ليس لهم يدًا فيه، لماذا تستهدف منازلهم إن كانوا لم يشاركوا به، وليس لهم ذنب". وأكد عامر على "ضرورة ضغط المؤسسات الدولية على إسرائيل لوقف قتلها للمواطنين المدنيين". ويرى أبو عامر أن استمرار إسرائيل في استهداف بيوت الغزّيين، واتباع سياسية الأرض المحروقة، هو دليل على إفلاسها العسكري، ونوع من الانتقام من المقاومة والفلسطينيين. وتابع أبو عامر:"إسرائيل تحاول إنهاك المواطنين وتكلفهم ثمنًا باهظًا باستهداف منازلهم، لمعرفتها دعمهم والتفافهم حول المقاومة الفلسطينية". وتشن إسرائيل حربًا على قطاع غزة منذ ال 7 يوليو/تموز الماضي، أودت بحياة ما يزيد عن 2109 فلسطينيًا، وإصابة 10621 آخرين.