قال الشيخ عدنان أمامة عضو "هيئة علماء المسلمين في لبنان"، الذي يقود عملية التفاوض مع مجموعتين مسلحتين اختطفتا عناصر أمنية لبنانية خلال معارك مع الجيش اللبناني في منطقة عرسال المحاذية للحدود السورية مطلع الشهر الجاري، إن المفاوضات الآن "مجمدة في ثلاجة" رئيس الحكومة اللبنانية"، مرجحا دخول دولة قطر على خط المفاوضات "كون عملية التفاوض شاقة جدا". وقال الشيخ أمامة في اتصال هاتفي مع وكالة "الأناضول" الإخبارية اليوم الخميس: "إن المفاوضات الآن بين الحكومة اللبنانية والمسلحين مجمدة في ثلاجة رئيس الحكومة تمام سلام"، مشيرا الى "تناقض" في مواقف بعض الوزراء اللبنانيين "ونحن لا نعرف من يتخذ القرار في هذه الحالة". وأوضح أن هيئة علماء المسلمين "لا تأخذ القرار إلا من الرئيس سلام، الذي سيتم الاجتماع به يوم غد الجمعة للاطلاع على قراره وموقفه من سير المفاوضات"، لافتا الى أن الهيئة ستتخذ بناء على قرار سلام "قرار إما بمتابعة المفاوضات أو إدخال طرف ثالث عليها". وقال: "إن الطرف الثالث مرجح أن يكون دولة قطر التي ستساعد كثيرا كون عملية التفاوض شاقة جدا"، مبديا ترحيبا بدخول الدوحة على خط التفاوض عسى أن يكون هناك حل قريب وسريع لهذه الأزمة". ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" تحتجزان عددا من العسكريين والعناصر الأمنية بعد الافراج عن 8 منهم على دفعات من أصل أكثر من 20. واعتبر أمامة أن المطلب الجديد، الذي طالب به خاطفو العسكريين، وهو انسحاب حزب الله من سوريا، "مطلب إعلامي للفت الأنظار الى أن تدخل حزب الله في سوريا هو الذي جلب هذه الأحداث الى لبنان". واندلعت قبل نحو 19 يوما معارك ضارية بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له ب"الإرهابيين والتكفيريين" واستمرت 5 أيام في محيط عرسال، التي تضم أكثر من 106 آلاف نازح سوري، وذلك على إثر توقيف عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري. وأدت هذه المعارك الى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالاضافة إلى خطف عدد من الجنود وعناصر قوى الامن الداخلي، كما قٌتل وجٌرح العشرات من سكان لبلدة المدنيين واللاجئين السوريين. وتوقفت المعارك بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة، الأربعاء الماضي، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين والبدء في إطلاق سراح العناصر الامنية اللبنانية المحتجزين.