دعت أرفع لجنة أمنية يمنية، مساء أمس الثلاثاء، جماعة الحوثي الشيعية إلى رفع خيام الاعتصامات والمظاهر المسلحة المحيطة بالعاصمة صنعاء. وفي بيان أصدرته اللجنة الأمنية العليا (تضم وزيري الدفاع والداخلية وقادة عسكريين وأمنيين آخرين)، ونشرته وكالة الأنباء الرسمية، حذّرت اللجنة من أن "عدم استجابة جماعة الحوثي لرفع المظاهر المسلحة سيجعلها تتخذ كافة الإجراءات المخولة لها انطلاقا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها في تحقيق الأمان والطمأنينة والسكينة العامة في كل ربوع اليمن". واتهمت اللجنة جماعة الحوثي ب"التواجد المكثف وبأسلحتها المختلفة في منطقة المساجد غرب العاصمة صنعاء، ومنطقة حزيز جنوب العاصمة ومنطقة الرحبة بجوار مطار صنعاء ومناطق أخرى". وأشارت اللجنة إلى أن "الحوثيين نصبوا نقاطا للتفتيش، وقاموا بتجهيز عدد كبير من الأطقم المسلحة التي تقل أنصارهم من خارج مناطق الاعتصام في صنعاء". وتابعت اللجنة أن "عناصر الحوثي اعتلوا التباب والمرتفعات الواقعة على جانبي الطريق العام واستخدموا الجرافات والمعدات لإعداد المتاريس والخنادق بما يتنافى مع مظاهر السلم والتعبير عن الرأي بالصورة الحضارية المعمول بها في المطالبة بالحقوق القانونية والمشروعة". في سياق متصل، رفضت جماعة الحوثي دعوة سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، مساء الثلاثاء، إلى "احترام القانون وحفظ النظام" في أعقاب دعوة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لإسقاط الحكومة. واعتبرت الجماعة في بيان لها هذه الدعوة "تدخلاً وفرض وصاية أجنبية"، داعية الدول الراعية للتسوية إلى "النأي بنفسها تماما عن دعم قوى النفوذ والفساد والإجرام (لم تسمّهم)". وأكدت أن "الشعب اليمني ماض في ثورته (تقصد احتجاجاتها) بشكل سلمي حتى تحقيق أهدافه المعلنة والواضحة بإسقاط حكومة الفساد، وإلغاء الجرعة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني (اختتم أعماله في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي)". وطالبت هذه الدول بالوقوف إلى جانب الشعب واحترام كرامته وإرادته في العيش بحياة كريمة غير منقوصة. وكان "الحوثي"، قد أمهل، مساء الأحد الماضي، السلطة حتى يوم الجمعة المقبل لإقالة الحكومة، وإلا سيصّعد ب"بخيارات أخرى" (لم يحددها). من جانبها، شبّهت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الاعتصامات التي تنفذها جماعة الحوثي حول مداخل العاصمة صنعاء ب"الحصار الذي فرضه المليكون على المدينة في سبعينات القرن الماضي". وخاطبت كرمان في تصريح نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك" زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بالقول: إن "جموعكم المسلحة على مداخل العاصمة تذكرنا بحصار السبعين". وأكدت كرمان أن ما سمّته "الاعتصامات المسلحة" بصنعاء تثبت أن "الحوثيين أبعد عن السلمية التي يتحدثون عنها كخيار في نضالهم"، متهمةً إياهم بالسعي إلى "تقويض النظام الجمهوري". ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010)، بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، والقوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين. ويُنظر لجماعة الحوثي الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة (شمال) مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.