تواصل العشائر في الأنبار الانضمام إلى صفوف المقاتلين ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش سابقا" الذي بدأ يتراجع في كثير من الجبهات. وترتفع وتيرة انضمام العشائر العراقية إلى القوات الأمنية لقتال تنظيم داعش، ومعها ترتفع مؤشرات دحر التنظيم من الأنبار وبقية المدن العراقية. العشائر الخمسة والعشرون في المحافظة التي انضمت لقتال داعش، انضمت لها عشائر أخرى، من أهمها قبيلة "البوعيسى" في الفلوجة، الأمر الذي يفسره مراقبون بالخطوة الهامة للقضاء على تواجد داعش في هذه المحافظة عموما، والفلوجة على وجه الخصوص. وشدد اللواء الركن أحمد صداك الدليمي قائد شرطة الأنبار، على ضرورة تسليح العشائر لتمكينهم من مقاتلة مسلحي تنظيم داعش في المنطقة، مؤكدا أن "قوات الأمن والعشائر استطاعت طرد المسلحين من منطقة البوعساف وبعض مناطق زنكورة والقرية العصرية بالكامل". كما استطاع مقاتلو العشائر بمساندة قوات الأمن استعادة السيطرة وفرض الأمن في مناطق متفرقة في الأنبار، مثل ناحية بروانة التابعة لحديثة وعلى امتداد الطريق السريع المؤدي إلى النخيب. ونقلت وكالة "رويترز" عن محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي، تأكيده طلب المساعدة من الولاياتالمتحدة، تضمنت دعما جويا ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الأنبار وشمال البلاد. ويشن مقاتلون عشائريون من العرب السنة في الأنبار هجوما على مواقع تابعة لمقاتلي التنظيم، وذلك بالتزامن مع إعلان القوات الكردية استعادة السيطرة على سد الموصل، مدعومة بالطيران الحربي الأميركي. وأربكت تنظيم داعش التغيرات الدراماتيكية على الأرض بعد التغيرات السياسية، حيث يحاول إعادة ترتيب أوراقه بالحشد قرب بلدة قرة تبة الواقعة على بعد 122 كيلومترا إلى الشمال من بغداد، في محاولة لتوسيع جبهة القتال، فيما يبدو مع قوات البشمركة الكردية، فضلا عن التقرب من العاصمة، إلا أن تهديد التنظيم بالسير إلى بغداد، معتمدا على الزخم القوي الذي حققه في الشمال، بات اليوم صعب المنال بحسب المتابعين.