ذكرت صحيفة النهار "اللبنانية" أن السعودية قررت تمديد مهمة سفيرها في لبنان على عواض عسيري فترة إضافية محدودة بعد أن كان قد أكمل جولة لقاءاته الوداعية في بيروت وكان يستعد لمغادرة لبنان للالتحاق بمركز عمله الجديد في باكستان. وأوضحت "النهار" أن هذه الخطوة تقررت نظرا إلى عدم إمكان تعيين سفير جديد في ظل الفراغ الرئاسي القائم في لبنان كما في ظل إصرار المملكة على مواكبة التطورات اللبنانية في هذه الظروف الدقيقة التي يجتازها لبنان وخصوصاً من حيث السعي إلى إتمام الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم أنه لا حراك حقيقيا وواضحا لإتمام الاستحقاق الرئاسي قريبا، إلا أن ثمة مؤشرات بدأت ترتسم في الأفق توحي بأن مساعي تبذل دفعا نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية في المدة التي تسبق انتهاء ولاية مجلس النواب الممدد له في نوفمبر، ليأتي التمديد الثاني ثمرة اتفاق متكامل يتيح التعاون مع الرئيس الجديد لإصدار قانون للانتخاب يجري على أساسه الاستحقاق النيابي المقبل. ولفتت إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام طرح في آخر جلسة مجلس الوزراء أمس موضوع الهبة العينية المقدمة من السعودية بما يعادل مبلغ مليار دولار أمريكي لتسليح وتجهيز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، وطلب موافقة المجلس عليها. وخلال النقاش جرى استيضاح ما ذا كانت الهبة مالية فعندئذ تسلك مسارا داخل الموازنة، أما إذا كانت عينية فالأمر يختلف ولا تصل مباشرة إلى الموازنة العامة، فحسم الرئيس سلام النقاش بقوله إن الهبة عينية وكلفت السعودية رئيس تيار المستقبل الحريري إدارتها، وفهم أن نصف قيمة الهبة ستعطى للجيش والنصف الآخر سيعطى للقوى الأمنية على أن تكون الحصة الأبرز لقوى الأمن الداخلي ثم الأمن العام ثم أمن الدولة، وقد تذهب بعض المساعدات إلى أجهزة وزارة العدل المكلفة مكافحة الإرهاب وعلى هامش هبة المليار طرح وزراء ما يتردد عن سمسرات عطلت تنفيذ هبة الثلاثة مليارات التي قدمتها السعودية عبر فرنسا، فكان الجواب أن الأمر يتعدى السمسرات من دون الإفصاح عن التفاصيل. وفي مستهل الجلسة .. أثار سلام موضوع عرسال فشدد على أن الحكومة ستلجأ إلى إجراءات مهمة لتحرير الرهائن، وطلب من الوزراء إبقاء بعض التفاصيل طيّ الكتمان لخصوصيتها العسكرية، وفيما بدا واضحا أن وضع عرسال يتميّز بالهدوء حاليا فإن الاستقرار مرهون بانسحاب المسلحين من المنطقة الحدودية وتحرير الرهائن وبدا أن الوضع غير مريح ويدعو إلى القلق لعدم وضوح المفاوضات لإطلاق الرهائن خصوصاً، أن الجهة الخاطفة والجهة المؤثرة على الخاطفين والوسطاء لم تتضح معالمهم لذا فإن التخوف الكبير هو من أن يستغرق إنهاء مسألة تحرير الرهائن وقتاً طويلا. وخلال المناقشات في مجلس الوزراء جرى التنبيه إلى أن اللاجئين السوريين يشكلون البيئة الحاضنة للمسلحين، وفي موازاة ذلك تقرر أن يطلب لبنان من المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين أن تهتم باللاجئين العراقيين أسوة باللاجئين السوريين. على صعيد آخر.. ذكرت "النهار" أنها علمت أنه لا سبب لوجستياً لتأخير تسليح الجيش اللبناني موجب الاتفاق السعودي – الفرنسي بمنحة سعودية بقيمة 3 مليارات دولار، إذ أن قيادة الجيش زودت الجانب الفرنسي لائحة بحاجاتها قبل أشهر، ولم تتأخر في هذا الطلب. وأطلع قائد الجيش العماد جان قهوجي رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس على أجواء معركة عرسال، وأكد قهوجي لبري عدم تفاوض الجيش مع قادة المسلحين السوريين الذين كانوا وراء خطف العسكريين المفقودين، وعلمت "النهار" أن قيادة "هيئة العلماء المسلمين" طلبت موعداً من قائد الجيش ولم يبت الأخير هذا الموضوع بعد. وتطرق رئيس المجلس وقائد الجيش إلى هبة الثلاثة مليارات دولار المقدمة من السعودية "والبطء من طرف الفرنسيين حيال هذه الهبة".