كثفت قوات الأمن، مدعومة بعناصر الجيش، من تواجدها بشوارع المدن المصرية، صباح اليوم الخميس، تزامنا مع الذكرى الأولى لفض اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بحسب مراسلي الأناضول وشهود عيان ومصادر أمنية. وانتشرت قوات تابعة للجيش والشرطة في ميادين وطرق رئيسية بالقاهرة، إلا أن ذلك لم يعق توجه المواطنين إلى أعمالهم، أو سير وسائل المواصلات العامة المختلفة، في ساعات صباح اليوم الخميس. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المؤيد لمرسي قد دعا في وقت سابق أنصاره للخروج اليوم في مظاهرات في إطار فعاليات لإحياء الذكرى الأولى لفض ميداني رابعة والنهضة. وشهدت مداخل القاهرة، تشديدات أمنية مكثفة، من قبل قوات الأمن، التي تقوم بتفتيش بعض السيارات المشتبه في استقلالها مؤيدين للإخوان أو لافتات يمكن استخدامها في المظاهرات التي دعا لها أنصار مرسي اليوم، بحسب شهود عيان. ففي ميدان التحرير، تمركزت قوات تابعة للجيش والشرطة عند مداخل الميدان، كما وضعت تلك القوات حواجز حديدية وأسلاك شائكة عند مداخل الميدان، دون أن تغلقه أمام حركة المرور، مع انتشار نحو 5 مدرعات في محيط المتحف المصري، المطل على الميدان. وقال مراسل الأناضول إن مدرعتين تابعتين للجيش تواجدتا أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي بمنطقة "ماسبيرو" وسط القاهرة ، مع السماح للسيارات والمشاة بالسير بشكل طبيعي. وبحسب شهود عيان، فقد شهد محيط وزارة الدفاع، تأمينا اعتياديا من خلال وضع الأسلاك الشائكة بجوار سور الوزارة مع السماح للسيارات بالمرور بجوارها بشكل طبيعي. في الوقت نفسه، شهد ميدانا رابعة العدوية، ونهضة مصر، تكثيفاً أمنياً، دون غلقهما، حسبما قال شهود عيان . أما في حي عين شمس، شب حريق بمقر رئاسة الحي، ولم يتضح على الفور حجم الخسائر المادية والبشرية، كما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحريق، بحسب مراسل الأناضول ومصدر أمني. وظهرت تعزيزات أمنية في عدة محافظات أخرى، خاصة ذات الأهمية الإستراتيجية، من بينها محافظتا الإسماعيليةوالسويس المطلتان على مجرى قناة السويس الملاحي العالمي. وبحسب مصدر عسكري فإنه يوجد ما يقرب من 6 آلاف جندي من الجيش يقومون بتأمين المدخل الجنوبي لقناة السويس . وقامت قوات الجيش والشرطة بالدفع بمدرعات تابعة للجيش والشرطة بميادين السويس من أجل منع أي مظاهرات بالميادين، دون إغلاقها. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف إن "هناك استنفارا أمنيا منذ ساعات الصباح الأولى، في مختلف الميادين والمنشآت الحيوية، والأقسام والسجون". وأضاف أن "الحالة الأمنية حتى الآن مطمئنة، ولا يوجد أنباء عن تفجيرات أو أحداث فوضى بالبلاد". وفي 14 أغسطس 2013، فضت قوات الأمن اعتصامين لأنصار مرسي استمرا 48 يوما، في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، ما أوقع مئات القتلى وآلاف الجرحى، بحسب حصيلة رسمية. ونشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس الأول الثلاثاء، تقريرا عما وصفته ب "القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية. ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسئولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار. فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة".