دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق (حكومية)، اليوم الإثنين، "الدبلوماسية العراقية والمجتمع الدولي" إلى اعتبار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومموليه "مجرمي حرب". وقال عضو المفوضية، فاضل الغراوي، إن "عصابات داعش ارتكبت جرائم إبادة وضد الإنسانية والأقليات بالعراق مما يقتضي على الدبلوماسية العراقية والمجتمع الدولي عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان (التابع للأمم المتحدة) في جنيف لاعتبار جرائم داعش بحق الأقليات وبحق باقي أبناء الشعب العراقي جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية ومحاسبتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية". وأضاف الغراوي أنه "يجب محاسبة من مولهم والدول التي وقفت معهم باعتبارهم مجرمي حرب، ومطالبة المجتمع الدولي بتقديم تعويضات ومساعدات إنسانية عاجلة لأبناء الشعب العراقي". ومضى قائلا إن "الأقليات العراقية تتعرض لإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية على يد عصابات داعش"، التي تسعى إلى "تفتيت النسيج المجتمعي وتغيير ديموغرافية الأماكن التي تقطنها الأقليات". وتابع الحقوقي العراقي أن "هناك آلاف الأدلة التي تدين عصابات داعش التكفيرية بارتكابها جرائم ضد الإنسانية بحق الأقليات سواء من خلال القتل على الهوية.. هذا ما حدق بالنسبة للشبك والمسيحين والايزيديين في (محافظة) نينوى (شمال) وكذلك اختطاف المواطنين من الشبك وطلب فدية من ذويهم وقتلهم واختطاف الراهبات والأطفال المسيحين الأيتام". والشبك هم أكراد يتحدثون اللغتين الكردية والعربية وغالبيتهم من المسلمين الشيعة على المذهب الجعفري وقلة منهم من السنة، وسكنوا مدينة الموصل، مركز نينوى، وأطرافها. بينما الإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبل سنجار، شمالي العراق، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا. وقال عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إن "عصابات داعش لم تكتف بذلك بل ذهبت إلى تفجير وحرق الكنائس وإزالة الصلبان واتخاذ الكنائس كمقر لعملياتها كما قامت بحرق وتهديم قرى شبكية بالكامل والاستيلاء على كافة ممتلكات ودور المسيحيين والشبك والايزيديين ودفنت عوائل كاملة وهم أحياء في مقابر جماعية لا لذنب سوى انهم أقليات ولم يبايعوا تنظيم داعش الإرهابي". وأضاف أن "عدد النازحين من الأقليات بلغ أكثر من 300 الف نازح أغلبهم بدون مأوى، ويعيشون كارثة إنسانية، وتوفي العديد من أطفالهم في جبل سنجار وتلعفر، والكثير من الحوامل إما ماتوا أو ولدوا في أماكن النزوح، وبيع الكثير من نساء الأقليات بمزاد علني وجند أطفالهم للقيام بعمليات إرهابية". ومنذ أكثر من شهرين، تسيطر جماعات سنية، يتصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مناطق واسعة في محافظات شمالي وغربي العراق، فيما تقاتل قوات الحكومة المركزية وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) لاستعادة تلك المناطق. وبينما يصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، هذه الجماعات ب"الإرهابية"، تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو "ثورة عشائرية سنية ضد ظلم وطائفية حكومة المالكي الشيعية".