وضع مسؤولو الاتحاد للطيران وأليطاليا النقاط على الحروف لقيام تحالف سيكون له تأثير كبير في خارطة صناعة الطيران العالمية، ويمثل الاتفاق نقلة نوعية كبيرة في سياسة التوسع التي يعتمدها الاتحاد، ويفتح لها آفاقا واسعة في الفضاءات الأوروبية. وقع المسؤولون التنفيذيون في شركتي أليطاليا والاتحاد للطيران أمس في روما اتفاق تحالف تستحوذ بموجبه الشركة التي مقرها أبوظبي على 49 بالمئة من الناقلة الإيطالية المتعثرة. وشارك رئيس مجلس إدارة أليطاليا روبرتو كولانينو والرئيس التنفيذي جابريل ديل تورشيو في مراسم التوقيع إلى جانب الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران جيمس هوغن. وقال ديل تورشيو للصحفيين عقب التوقيع "بعد جهود كبيرة وعام من العمل والسهر ليال طويلة.. أنجزنا الأمر". وقلب بيان صادر عن الشركتين جميع التصورات عن أبعاد الصفقة بعد أن أكد أن الاستثمارات في أليطاليا 1.758 مليار يورو (2.4 مليار دولار) بعد أن كانت الأرقام تتحدث عن 600 مليون يورو طوال فترة المفاوضات. وترجح تلك الأرقام الكبيرة وجود خطة واسعة لإنهاض أليطاليا من عثراتها الطويلة، وأن دور الاتحاد قد لا يقتصر على الاستحواذ على تلك الحصة. ووقفت حصة الاتحاد عند 49 بالمئة للمحافظة على تسجيل أليطاليا كناقل أوروبي وفق القواعد الأوروبية، وهي ميزة أثمن من الحصول على حصة أكبر. ويقول محللون إن الصفقة قد تتضمن حصول الاتحاد على بعض خطوط الرحلات التي تملكها أليطاليا في أوروبا. موريتشو لوبي: استثمار الاتحاد للطيران في أليطاليا سيضخ الثقة في الاقتصاد الإيطالي وبلغ احتفاء الحكومة الإيطالية بالصفقة حدا جعل وزير النقل موريتشو لوبي يقول إن دخول طيران الاتحاد في رأس مال أليطاليا بنسبة 49% "سيضخ الثقة في الاقتصاد الإيطالي". وأنقذت الصفقة ألياليا من الإفلاس الذي كان سيؤدي إلى آثار كارثية على إيطاليا من ناحية الوظائف (12800 موظف) وسمعتها. وكانت إيطاليا تلقت هذا الأسبوع ضربة مع الإعلان أنها دخلت مجددا مرحلة انكماش للمرة الثالثة خلال 10 سنوات. وأليطاليا التي استفادت من عدة عمليات إنقاذ في الماضي، تملكها حاليا نحو 20 شركة خاصة، إضافة إلى مؤسسة البريد الإيطالي الحكومية التي دخلت العام الماضي بحصة تبلغ 19.48 بالمئة، مع زيادة رأسمالها المثيرة للجدل. والمساهمون الرئيسيون الآخرون هم مصرفا انتيزا سانباولو (20.59 بالمئة) واونيكردي (12.99 بالمئة). وكانت مجموعة اير فرانس كي.أل.أم قد رفضت المشاركة في زيادة رأسمال إليطاليا، لتتراجع حصتها من 25 بالمئة إلى 7.08 بالمئة حاليا. وتعثرت المفاوضات طويلا بسبب حجم ديون أليطاليا البالغة نحو مليار يورو، وخطط ترشيق الشركة بشطب ما يصل إلى ألفي وظيفة وقد تم تجاوز تلك العقبات في الأسابيع الماضية. وسيكون هدف خطة العمل الاعتماد أكثر على خطوط الطيران الدولية الطويلة الأكثر مردودية، وعلى خفض الرحلات الداخلية التي تواجه ضغطا تنافسيا كبيرا من القطارات وشركات الطيران المتدنية الأسعار. وتملك الاتحاد حصصا في طيران برلين وفيرجن أستراليا وخطوط سيشل وأير لينغوس والخطوط الصربية وجيت أيرويز الهندية. وتمكنت بفضل الحصص والشراكات التي أبرمتها من الانتشار إقليميا عبر أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي ودخول أسواق ذات كثافة سكانية مرتفعة للغاية. وفي عام 2013 أثمرت اتفاقات المشاركة بالرمز التي أبرمتها الاتحاد مع شركات طيران أخرى وعمليات الشراكة في الأسهم عن جلب 1.8 مليون مسافر إلى رحلات الشركة الإماراتية وهو ما رفع عدد المسافرين بنسبة 16 بالمئة إلى نحو 12 مليونا. وأعلنت الاتحاد للطيران هذا الأسبوع أنها سجلت رقما قياسيا جديدا على صعيد أعداد المسافرين على متن رحلاتها في يوم واحد بعدما نقلت في الثاني من أغسطس 46 ألفا و572 مسافرا على متن رحلاتها.