تتواصل أعمال إجلاء العراقيين من الطائفة الإيزيدية المحاصرين في جبل "سنجار"، عن طريق المروحيات، عقب سيطرة تنظيمات مسلحة في مقدمتها تنظيم "الدولة الإسلامية"، على قضاء "سنجار" في الموصل، إذ تم في المرحلة الأولى إنقاذ 51 إيزيدياً. وأفاد مراسل الأناضول وفق المعلومات الواردة، ببدء عمليات إنقاذ الإيزيدين الذين تقدر أعدادهم بالآلاف والمحاصرين في جبل سنجار منذ 5 أيام، بسبب سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المنطقة، إذ بدأت عملية إجلائهم بواسطة مروحيات لعدم القدرة على فتح ممر بري آمن لإخراجهم من المنطقة حتى الآن. وأُجلي في المرحلة الأولى 51 إيزيدياً من سنجار وتم نقلهم إلى قضاء "باتيل" في مدينة دهوك شمال العراق، في حين لم تستطع المروحيات الهبوط في بعض المناطق، أثناء عملية الإجلاء، جراء إطلاق عناصر التنظيم النار عليها بشكل مستمر. ويظهر التعب على المواطنين الإيزيديين الذي وصلوا إلى قضاء "باتيل"، حيث أوضح الإيزيدي "خطبة خالد" البالغ 20 عاماً أنهم وصولوا إلى سنجار بعد رحلة استغرقت ساعات، مضيفاً :" حاول الجميع الهروب منها عقب دخول تنظيم الدولة إلى المنطقة، حيث تمكن من يملك مركبات من الابتعاد، فيما وجد الباقون في الجبال ملجأ لهم". وأضاف خالد "لم يستطع كبار السن الصعود إلى التلال، ولم تستطع المروحيات إنقاذهم لبقائهم في الأماكن المنخفضة، كما كان الأطفال هم الفئة الأكثر معاناة بين العالقين في الجبل، حيث اضطررنا إلى إشرابهم من المياه القذرة بين الصخور الموحلة. وهناك أطفال لقوا مصرعهم جراء العطش والجوع، حتى إن هناك آباء وأمهات لم يستطيعوا دفن أطفالهم". بدوره، ذكر المواطن "بيزار خضر" من سنجار، أن تنظيم الدولة خطف أخته وأبناءها، واقتادهم إلى الموصل، معرباً عن رغبته في إنقاذ عائلته والإيزيديين المحاصرين في الجبل في أسرع وقت ممكن. ولفت خضر أن عناصر تنظيم الدولة يطلقون النار على أي شخص من الإيزيدين يحاول النزول من الجبل، مضيفاً:" إن تنظيم الدولة يريد أن يموت الإيزيديين في الجبل من الجوع والعطش، كما أن هناك بعض القرى العربية القريبة من هنا كانت تتعاون مع التنظيم". وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قضاء سنجار ذو الأغلبية الكردية، في 3 آب/ أغسطس، إذ اضطرت قوات البيشمركة إلى الإنسحاب من المنطقة على إثر هجمات التنظيم، وتسبب ذلك في حصار آلاف الإيزيديين في جبل سنجار، فيما عملت رئاسة إدارة الكوارث والحالات الطارئة التركية، التابعة لرئاسة الوزراء "آفاد"، والهلال الأحمر التركي، على إيصال مساعدات تحوي طروداً غذائية من خلال مروحيات إلى الإيزيديين المحاصرين في الجبل. من جانب أخر، تستعد قوات وحدات الحماية الشعبية (الكردية السورية) وقوات البيشمركة لشن عملية عسكرية كبيرة ضد التنظيم في سنجار.