قال جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن السنوات العشر الماضية شهدت تطورًا ملحوظا في إفريقيا وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية متشوقة لرؤية التقدم في إفريقيا التي يتوفر بها المواد الموارد الطبيعية والبشرية الكبيرة. وأضاف نائب الرئيس الأمريكي في كلمته بالجلسة الأخيرة لمنتدى الأعمال للولايات المتحدة وإفريقيا والتي عقدت تحت عنوان " السياسات الاقتصادية التي تحقق النمو والحكم الرشيد والتخطيط للعقد المقبل" إن الشعب والقادة الأفارقة على استعداد لخلق الثروات وفرص العمل من خلال المواهب الموجودة في إفريقيا..مشيرًا إلى أن الحكم في إفريقيا يمكن أن يعزز تلك الأمور. وأوضح أن إفريقيا يمكن أن تنضم إلى الدول المتطورة في العقود المقبلة .. وقال إننا نستطيع أن نفعل الكثير سويا مع إفريقيا وهناك فرصا رائعة للطرفين لتحقيق ذلك . وأشار جو بايدن إلى أن المستهلكين الأفارقة ينفقون ترليون و300 مليار دولار وهناك آلاف المنتجات الإفريقية تنفذ إلى السوق الأمريكية وقد ازدادت الصادرات الإفريقية للولايات المتحدة أربعة أضعاف..مشيرًا إلى أنه يجب على الشركات الأمريكية أن تعمل بجد وأن تستثمر في إفريقيا وأن أمريكا فخورة بتوائم الاستثمار مع تدريب المواطنين في إفريقيا مع الحفاظ على البيئة وتوفير ظروفا أفضل للنساء. وقال بايدن إن الازدهار الذي نشجعه هو الازدهار المستدام وأن الإدارة الأمريكية ورئيسها الرئيس باراك أوباما يعملون في ذلك الاتجاه وأن تلك الإدارة تقدم الدعم المباشر للاستثمار والصناعة والتجارة..موضحًا أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تشارك في خطط الإدارة الأمريكية تجاه إفريقيا خاصة في مجال الطاقة وإمداد إفريقيا بالكهرباء. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تعمل على مساعدة الأفارقة وستوقع عقدًا مع غانا بقيمة 500 مليون دولار لتوفير الطاقة والكهرباء وأنها تعمل على مساعدة العديد من الدول الإفريقية في هذا المجال..موضحًا أن مكونات النجاح ستظهر في الدول الإفريقية التي تتمتع بالتنوع بين بعضها البعض. وأوضح نائب الرئيس الأمريكي أن هناك نجاحا في العديد من الشركات الناشئة بإفريقيا وحان الوقت لإطلاق أعمالا جديدة..مشيرًا إلى أن البنك الدولي حدد 20 دولة في إفريقيا جاذبة للاستثمار ومؤهلة لذلك إلا أنه أشار إلى ضرورة محاربة الفساد الذي يعرقل الاقتصاد خاصة وأن حجم الفساد يفوق الترليون دولار. وقال إن أمريكا تعمل على محاربة الفساد في إفريقيا لمنع الاستغلال السيئ للاقتصاديات وأنه يجب ألا تهدر الثروات الطبيعية في إفريقيا من أي طرف حتى من الشركات الاستثمارية المحلية أو الأجنبية..لافتًا إلى أن المستقبل الاقتصادي لإفريقيا واعد وأن الولاياتالمتحدة تراهن على إفريقيا التي يجب أن تراهن أيضًا على الولاياتالمتحدة من أجل مصلحة الطرفين، مشددًا في الوقت ذاته على أن بلاده تريد النجاح للقارة السمراء. من جانبه، قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي " إننا نواجه تحديات في إفريقيا ويجب أن يكون لنا في أمريكا وإفريقيا رؤية موحدة"، مضيفًا أن "عدم وجود فرص عمل ليس هو ما يدفع الحكام غير العادلين لذلك وإنما هم يستغلون الشعور بالمرارة ويفجرون الغضب بين المواطنين كما حدث في تونس". وقال إن إفريقيا تتمتع بالإمكانيات والفرص التي لن يستطع المتطرفون مثل بوكو حرام من استغلالها..مضيفًا ""إن أمامنا فرصة للشراكة وإحداث تحولا في إفريقيا وتوفير الحياة الكريمة للناس بتلك البلدان". واختتم كلمته بالقول "إن الحماس الذي تولد من خلال مناقشات القمة تدعو للتفاؤل بالمستقبل"..موضحًا أن هذا الاجتماع يمكن أن يحدد المستقبل. وقد تحدث في الجلسة رؤساء رواندا والسنغال وجنوب إفريقيا وتنزانيا وتونس حول مستقبل القارة السمراء وكيفية تحقيق النمو فيها من خلال التخطيط للعقد القادم النمو وأهم القضايا التي تواجه القارة الإفريقية والسياسات الاقتصادية التي تمكن من تحقيق النمو، و الاستثمارات الإستراتيجية، والبنية التحتية وضرورة شراكة القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية خلال السنوات المقبلة وكذلك تم تناول الأوضاع الصحية في إفريقيا مع التركيز على مرض " الايبولا" مع المطالبة بضرورة تكاتف الجهود لمكافحة هذا المرض وعدم التعامل مع هذا المرض على أنه مرض إفريقيا لأنه مرضا يهدد الجميع. وأكد القادة الأفارقة أن دول القارة ال 54 تتقدم بشكل مستمر رغم وجود حالة أو حالتين استثنائيتين ودعوا الإعلام إلى عدم تعميم أي أمر على كل دول القارة فهناك تنوع في البلدان الإفريقية التي تحاول شعوبها إرساء أسس العملية الديمقراطية والاتجاه إلى حرية الصحافة..مشيرين إلى أن هناك جهودًا كبيرة لمواجهة ومكافحة الفساد الذي لم يقتصر فقط على إفريقيا..ودعوا الجميع إلى أن يكونوا متفائلين بمستقبل بلدان القارة الإفريقية. وعن الأمن في إفريقيا قال الرئيس التنزاني إن الأمن أفضل في إفريقيا الآن وخفت حدة الصراعات عما كانت عليه سابقا في حين قال الرئيس التونسي إن إفريقيا أصبحت أكثر أمانا من ذي قبل رغم وجود بعض المشكلات في غرب السودان ومالي على سبيل المثال لكن رئيس جنوب إفريقيا قال إنه تم صياغة مواثيق لحل المشاكل الإفريقية وعدم السماح لأي مشاكل أمنية في القارة. وشدد القادة الأفارقة على أن إفريقيا قد تغيرت وأن إفريقيا بها عددا من الدول الأسرع نموا.