شبّ حريق كبير في مصفاة بيجي النفطية بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، نتيجة الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الساعين للسيطرة على المصفاة الاستراتيجية، بحسب مصدر عشائري. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال المصدر نفسه الذي طلب عدم ذكر اسمه، اليوم الخميس، إن حريقاً كبيراً اندلع في أحد خزانات الوقود التابعة لمصفاة بيجي في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، وما يزال مستمراً حتى الساعة (10)تغ، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش و"الدولة الإسلامية". وأشار المصدر إلى أن أعمدة الدخان المتصاعدة من الحريق غطت سماء مدينة بيجي، ما دفع عددا كبيرا من سكان المنطقة القريبة من المصفاة للنزوح عن مساكنهم خشية إصابتهم بالاختناق أو بأضرار التلوث النفطي. وتعد مصفاة بيجي أكبر مصافي النفط في العراق، وتضم عدداً من المصافي الفرعية التي كانت تنتج جميعها 600 ألف برميل يومياً أي ما يشكل نصف حاجة البلاد من المشتقات النفطية، قبل أن يتعطل إنتاج جزء كبير من تلك الكمية بعد اندلاع الأحداث الأمنية في البلاد الشهر الماضي. وتبادلت كل من الحكومة العراقية و"الدولة الإسلامية" خلال الأسابيع الماضية، إعلان السيطرة على المصفاة الإستراتيجية، إلا أن المصدر العشائري أكد أن الأخيرة خاضعة حتى صباح اليوم لسيطرة قوات الجيش. وتسيطر جماعات سنية مسلحة وفي مقدمتها "الدولة الإسلامية" في محافظة صلاح الدين على مناطق ومدن الصينية، وبيجي، والشرقاط، وتكريت وأجزاء من الضلوعية، في حين أن مدينة سامراء ذات الأهمية الإستراتيجية القريبة من بغداد والدينية باحتوائها على مراقد شيعية، لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمليشيات الشيعية الموالية لها. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" والمسلحون السنة على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة ديالى (شرق) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار، غربي البلاد.