قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" . القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي نزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقرأه المسلمون في صلاتهم، ويرونه مكتوباً في المصحف، وهو الكتاب الصادق الذي ينطق بالحق، وحفظة القرآن هم أحباب الله تعالى يدخلهم الجنة ويقربهم منه، وهم الفائزون. وقد قال الله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله" . فلو نزل القرآن على جبل وهو الحجر الكبير بل هو الحجارة الكبيرة لأصبح خاشعاً من جمال كلام الله تعالى، وشدته عليه، فلا بد للمؤمن حين يقرأ القرآن أن يخشع قلبه، وأن يبكي من خشية الله تعالى، فلن يكون الجبل أرق من قلب الإنسان. القرآن يؤثر في قلوب الكافرين فِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : جَاءَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ : اقْرَأْ عَلَيَّ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ سورة النحل آية 90 ، قَالَ : أَعِدْ ، فَأَعَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَحَلاوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً ، وَإِنَّ أَعْلاهُ لَمُثْمِرٌ ، وَإِنَّ أَسْفَلُهُ لَمُغْدِقٌ وَمَا يَقُولُ هَذَا بَشَرٌ ". وكان الكفار يستمعون إلى القرآن فيسدون آذانهم حتى لا يستمعون إلى القرآن، ولكن في الليل كانوا يذهبون سراً لسماع الآيات التي يقرأها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قابل بعضهم بعضاً قالوا: لن نعود للاستماع إلى القرآن مرة أخرى، فإذا كان اليوم التالي رأى بعضهم بعضاً وهم يذهبون سراً لسماع آيات الله عز وجل. وكثيراً ما آمن بعض الناس من سماع الآيات حتى ولو لم يفهموها، لأنه كلام الله، وهل هناك أحلى من كلام الله عز وجل؟! لماذا الخشوع في قراءة القرآن ؟! والخشوع في قراءة القرآن أمر هام، فلو أننا افترضنا أن صديقاً أرسل إليك رسالة، وأنت تحب صديقك هذا، إنك ستقرأ الرسالة أكثر من مرة، وستقرؤها بعناية شديدة فكيف إذا كان الذي بعث إليك الرسالة هو الله عز وجل؟ لابد أن تخشع قلوبنا لآيات الله تعالى، ولا تقرأ القرآن كما تقرأ الجرائد أو المجلات. وقد كان رجل من الصالحين يقول: من أراد أن يكلم الله عز وجل فليصلي، ومن أراد أن يسمع الله تعالى فليقرأ القرآن. وصايا النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن وقد وصانا النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن الكريم، وعرفنا جزاء قارئ القرآن ومن هذه الأحاديث التي يوصينا فيها النبي بالقرآن: قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". وقال صلى الله عليه وسلم: "أقروا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". وقال صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران". آداب تلاوة القرآن الكريم: وقد علمنا أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم آداب تلاوة القرآن الكريم وهي: أن يقرأ المسلم القرآن وهو على وضوء أو طهارة، فالمصحف (لا يمسه إلا المطهرون) . أن نستقبل القبلة، يعني يكون وجهنا ناحية القبلة، كما نكون في الصلاة. نجلس في أدب، وسكينة ووقار، ولا يشغلنا شيء كالمذياع أو التلفاز مثلاً. لا نقرأ القرآن سريعاً كما نقرأ الجريدة، ولكن نخشع في قراءته ونتدبر معانيه، ونسأل الكبار عن المعنى الذي لا نفهمه، أو نسأل العلماء عما لا نعرفه من الآيات. إذا كان أحد الناس يصلي، ونحن نقرأ القرآن، فلنخفض أصواتنا حتى لا نشوش على المصلي. نتعلم أحكام التلاوة والتجويد على أيدي المشايخ والعلماء. أن نحفظ من القرآن ما استطعنا حتى يحبنا الله عز وجل ويرضى عنا. فضائل بعض سور القرآن سورة الفاتحة هي السبع المثاني، وهي التي يحبها الله عز وجل فيرد على عبده فيها، فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله عز وجل: حمدني عبدي. فإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال: أثنى علي عبدي – أي مدحني ، وإذ قال (مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي ، فإذا قرأ بقية السورة قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. سورة تعدل ثلث القرآن (قل هو الله أحد) وقد أحبها أحد الصحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن حبها أدخلك الجنة). سورة البقرة من قرأها لم يدخل الشيطان بيته أربعين يوماً. سورة الملك (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) من قرأها نجته من عذاب القبر. سورة الواقعة من قرأها لم يصبه الفقر أبداً. سورة الدخان من قرأها استغفر له سبعون ألف ملك. آية الكرسي تعصم من الشيطان وتطرده. جزاء قارئ القرآن وقد جعل الله عز وجل لقارئ القرآن جزاء عظيماً عند الله تعالى، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن: أقر وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". فهذه منزلة صاحب القرآن وحافظه، يظل يقرأ أمام الله عز وجل حتى يبلغ أعلى منزلة وأعلى مقام في الجنة، وما أجل القراءة أمام الله عز وجل. ويؤتى بأهل القرآن يوم القيامة وأمامهم سورتا البقرة وآل عمران تدافعان عنهما أمام الله تبارك وتعالى. يرفع الله تعالى صاحب القرآن في الدنيا وفي الآخر، فخير الناس من تعلم القرآن وعلمه.