اليوم 23 من رمضان هو ذكري استشهاد العميد أ.ح إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال خلف خطوط العدو والذي لقبه الشعب بأمير شهداء أكتوبر بطل الصاعقة في حرب الاستنزاف الذي زلزل هو ورجاله سيناء تحت أقدام العدو. استردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عن «الشيخ زويد» ثم نسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من معارك 967 ، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة . كانوا الفرقة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقيه روجز لوقف إطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقة من المجموعة 39قتال إلي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهماتهم بحربه خلف خطوط العدو ويقال أن أفرادها هم أول من ألف نشيد الفدائيين المعروف «المجموعة 39قتال» صباح الخامس من أكتوبر 73 عندما تم اسقاطم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه أرضية تمهيدا للتحرير وإطلاق عليهم الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعه الأشباح. فقط ظلت هذه المجموعة تقاتل علي ارض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من أكتوبر وحتى نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان، من رأس شيطاني حتى العريش ومن شرم الشيخ حتى رأس نصراني وفي سانت كاترين وممرات مثلا بواقع ضربتين إلي ثلاثة في اليوم بإيقاع أذهل مراقبي الاستخبارات الإسرائيلية لسرعته وعدم افتقادهم للقوه والعزيمة رغم ضغوط العمليات. ومع الوقت كبرت المجموعة التي يقودها البطل وصار الإنضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة ، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء ، فصار أختيار أسم لهذه المجموعة أمر ضروري، وبالفعل أُطلق على المجموعة أسم " المجموعة 39 قتال " ، وأختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة ، وهو نفس الشعار الذي أتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 . كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والهول والدمار على العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيدًا كالعصفور تواقا لعملية جديدة ، يبث بها الرعب في نفوس العدو . لقد تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة ، لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودته دائما ما كانت المفاجأة ، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو وأستغاثات جنوده ، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلئ بإستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة 39بمهمة إختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة «الدفرسوار» لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق «الإسماعيلية / القاهرة» . وعلى ضوء هذا لتطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة «نفيشه» في صباح اليوم التالي، ثم جسر «المحسمة» حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات، أحتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر «المحسمة» إلى قرية «نفيشه» لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة وما وصلت مدرعات العدو حتى أنهالت عليها قذائف ال «آربي جي» لتثنيه عن التقدم وتتساقط القتلى من الإسرائيليين الذين بدأو علي الفور بالرجوع إلي الخلف ، ويرفض إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات. وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع مدرعات العدو ، وأثناء أذان ظهر الجمعة بمسجد قرية «المحسمة» القريب، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل إبراهيم الرفاعي لتصيبه احدي الشظايا ويسقط جريحا يسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم واستشهد البطل الذي ترك وراءه معارك مشرفة يتم تدريسها في جميع المعاقل العلمية لأشرس بطل في السلاح الصاعقة المصرية ومعركة الوطن.