أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم السبت في فيينا أن إيران والقوي العالمية الست المشاركة معها في المفاوضات النووية حول البرنامج النووي الإيراني قررت تمديد أجل المفاوضات حتى الرابع والعشرين من تشرين ثان/نوفمبر. ويأتي قرار التمديد قبيل انتهاء المهلة الأخيرة الأولية المحددة لانتهاء المفاوضات وهي يوم غد الأحد والتي تم الاتفاق عليها في العام الماضي عندما انطلقت المحادثات لوضع قيود صارمة علي البرنامج النووي الإيراني وإنهاء العقوبات المفروضة على إيران. ويمكن لعملية المفاوضات أن تنهي- في حال نجاحها- عزلة إيران الدولية. وقال ظريف وأشتون، التي تمثل الدول الست في المفاوضات، في تصريحات متطابقة "على الرغم من أننا أحرزنا تقدما ملموسا في بعض القضايا وعملنا معا على نص لخطة عمل شاملة مشتركة، لا تزال هناك ثغرات كبيرة بشأن بعض القضايا الجوهرية، تتطلب مزيدا من الوقت والجهد". ومن المقرر أن تستمر المحادثات بين إيران ومجموعة الست التي تضم (بريطانياوالصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا) في الأسابيع المقبلة في أشكال مختلفة. وقال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية إن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في أيلول/سبتمبر ستكون بمثابة منتدى لإجراء محادثات، في حين قال ممثل الصين في المحادثات وانج تشون إن زعماء البلدان السبعة يمكن أن يشاركوا في المحادثات في الأشهر المقبلة. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف قد أجريا مفاوضات بشكل مباشر مطلع الأسبوع الجاري للدفع من أجل التوصل الى اتفاق، إلا أنه لم يتم حسم الخلافات حول حجم برامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بموجب الاتفاق. وأكد وزير الخارجية الإيراني أول أمس الخميس على ضرورة تمديد المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 للوصول إلى تفاهم مشترك بين الجانبين. وقال ظريف بعد اجتماعه مع اشتون "لقد تجاوزنا مفاوضات صعبة حتى الآن.. الفكرة الرئيسية قد تبلورت إلا أننا لم نتوصل بعد إلى نتيجة حاسمة ونهائية". كان الجانبان قد توصلا في تشرين ثان/نوفمبر الماضي إلى اتفاق مؤقت تضمن تخفيف العقوبات على طهران مقابل الحد من انشطتها النووية. وفي واشنطن، يدعو النواب الجمهوريون والديمقراطيون لفرض عقوبات جديدة أكثر صرامة ضد إيران عندما اتضح أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق وشيك. ووصف النائب إد رويس، عضو الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، تمديد المفاوضات بأنه فرصة لإيران لمواصلة جني الفوائد الاقتصادية من تدابير بناء الثقة التي لا تزال في مكانها. وتابع "لا أرى تمديد التمويل لإيران على أنه نوع من التقدم". وزعم رويس أن طهران "تعتقد أن الوقت لصالحها. زيادة الضغط الاقتصادي سيعزز سيطرتنا". وعلى الجانب الآخر، اعتبر مسؤول أمريكي بارز أن فرض عقوبات إضافية سيعرض المفاوضات للخطر. وقال كيري "مع أننا أوضحنا أن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيئ، هناك احتمال حقيقي للتوصل إلى اتفاق جيد يحقق أهدافنا وهو ما يتطلب السعي لمزيد من الوقت ".