أطلقت الحكومة التونسية خلية أزمة اليوم الخميس في أعقاب الهجوم الإرهابي الدموي الذي أوقع 14 قتيلا و20 جريحا في صفوف الجيش ، بينما توقعت قيادات بالجيش حربا مفتوحة وطويلة ضد الجماعات المسلحة. وأفاقت تونس اليوم على وقع حصيلة مفزعة في صفوف الجيش سقطوا ليل الأربعاء في هجوم مباغت شنته عناصر إرهابية في المنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي غرب تونس على مقربة من الحدود الجزائرية. وتعد حصيلة القتلى الأرفع في صفوف الجيش منذ "حرب الجلاء" التي قادها الجيش التونسي الناشئ صيف 1961 لطرد القوات الفرنسية من مدينة بنزرت آخر معقل لقوات المستعمر الفرنسي بتونس، بعد خمس سنوات من نيل الاستقلال آنذاك. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة نضال الورفي ، في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة بالقصبة ، إنه جرى تشكيل خلية أزمة لمتابعة تطورات الوضع في الشعانبي تجمع وزارات الدفاع والداخلية والصحة بإشراف رئيس الحكومة. وأوضح الورفلي "ستكون خلية الأزمة المصدر الأساسي والرئيسي للمعلومة". وشن الإرهابيون عند موعد الإفطار أمس الأربعاء هجومهم باستعمال أسلحة نوعية مثل قاذفات ال "آر بي جي" وأسلحة رشاشة. وقال العميد زهير الشمنقي المسؤول على العمليات في هيئة أركان جيش البر خلال مؤتمر صحفي اليوم بمقر الحكومة بالقصبة "وقع هجومان على تشكيلتين عسكريتين بشكل متزامن وبنفس الطريقة استعملت فيها العناصر الإرهابية الذخيرة وقنابل يدوية وقذائف آر بي جي". وأفاد العميد بإن خمسة جنود سقطوا بالرصاص بينما اشتعلت النيران في تسعة جنود، مشيرا إلى مقتل عنصر إرهابي تونسي ضمن الجماعة المسلحة المهاجمة التي تضم جنسيات مختلفة من بينها جزائرية بالأساس. وأضاف العميد أن "الحرب ستكون مفتوحة لكنها لن تثنينا". وبحسب العميد ، نقل 18 عسكريا جريحا إلى المستشفى الجهوي بالقصرين بينما نقل سبعة عسكريين إصاباتهم خطيرة إلى العاصمة لتلقي العلاج، من بينهم جندي بترت يده. وكان هجوم مماثل وقع في شهر رمضان الماضي عندما باغتت مجموعة مسلحة دورية عسكرية خلال موعد الإفطار وأجهزت على تسعة جنود وذبحت عددا منهم. ويعد الشعانبي البؤرة الرئيسية للجماعات الإرهابية بتونس حيث ترابط قوات عسكرية منذ نيسان/ابريل عام 2013 لتعقب الجماعات المسلحة ومنعها من التسلل إلى داخل المدن. وقال رئيس أركان جيش البر الجنرال محمد صالح الحامدي ، خلال المؤتمر الصحفي ، إن "الحرب على الإرهاب ستكون طويلة الأمد. علينا أن نستعد نفسيا لخسائر أخرى". وأضاف الجنرال "الإرهابيون سيؤلموننا لكنهم لن ينتصروا. الدولة لن تكل وستنتصر في حربها". وقبل هجوم الأمس قتل حوالي 50 من عناصر الأمن والجيش منذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، في هجمات نسبتها السلطات إلى جماعات تكفيرية.