الحديث عن النوايا وما تنطوي عليه الأنفس وما يُحاك داخل الصدور لا ينتهي ولم يتركنا الرسول محمد صلي الله عليه وسلم حيارى، بل أوضح لنا أن صدق النوايا يوازي أحياناً أداء العمل وإن لم يقم المرء به. وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه قال :سمعت رسول الله صلي الله عليه وعلي أّله وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه). ويفسر العالم إبن عثيمين هذا الحديث من خلال كتابه (تعليقات ابن عثيمين علي الأربعين النووية) فيقول أنه يُستفاد من قول النبي صلي الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات)، أنه ما من عمل إلا وله نية لأن كل إنسان عاقل مُختار لا يمكن أن يؤدي عملاً بدون النية, حتى قال بعض العلماء "لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق"، ومن فوائد هذا الحديث أيضاً أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يُحرم بحسب نيته, لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله".