ألقى فضيلة الشيخ صلاح بن إبراهيم العريفي، خطبة التراويح اليوم بعنوان" كيف تكون من أحباب الله؟"، بمسجد خادم الحرمين الشريفين ،بالقصيم " المملكة العربية السعودي " حيث تضمنت عناصر الخطبة إثبات اسم الله "الودود"، وقضية حُب الله في قلب كل مؤمن ،تفاوت الناس في حب الله ،دعوى محبة الله ،ليس الشأن أن تَحب إنما الشأن تُحب ،بعض معالم ومؤهلات نيل محبة ،علامة حب الله للعبد. فمن جانبه أوضح خلال الخطبة على كيفية أن نجعل رب العالمين يحبنا، ونحبه ، لكي نفوز بجنة الخلد ،لافتا أن" أصل حُب الله موجود في قلب كل مؤمن؛ فما من مؤمن إلا وفي قلبه حب لله، ولكنهم يتفاوتون في مقدار هذا الحب الذي في قلوبهم، فكلما زاد الإيمان والعمل الصالح قوي حب الله في القلب، وبقدر نقص الإيمان والعمل الصالح ينقص الحب". وأضاف أن سر الوصول إلى محبه الله في صورة الإخلاص ، حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم ، ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟" فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أخبروه أن الله يحبه". إليكم نص الخطبة : الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: وأما المعالم والمؤهلات التي دلنا عليها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- للوصول إلى محبة الله، فكثيرة منها: محبة التوحيد ومحبة ترداد دلائله، يدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟" فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أخبروه أن الله يحبه". ومنها: القيام بالفرائض وتكميلها، وأعظمها التوحيد وأركان الإسلام، ومن ثم الاجتهاد في التقرب إلى الله بالنوافل بأنواعها. في صحيح البخاري قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه". عباد الله: ولا أبلغ من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد قول الله؛ فإليكم بعض أقواله عليه الصلاة والسلام في طريق الوصول إلى محبة الله، وكل ما أذكره من الأحاديث الصحاح، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أزهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس" . وقال صلى الله عليه وسلم: "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً" . وقال عليه الصلاة والسلام: " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس" . وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي". والمراد بالغني غني النفس ذو القناعة والعفاف. والخفي الذي لا يبالي أن يظهر عند الناس أو لا يظهر، فلا يظهر نفسه فيما لا يحتاج إلى إظهار. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الحيي العفيف المتعفف". ويقول صلى الله عليه وسلم: "قال الله -تعالى-: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ". وقال صلى الله عليه وسلم: "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله" . وقال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة". وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله -تعالى- يحب سمح البيع سمح الشراء، سمح القضاء". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن". عباد الله: وإذا أخذ المؤمن بهذه الأسباب فما علامة حب الله له وكونه أصبح من أحباب الله وأوليائه وأصفيائه. أول هذه العلامات: أن الله يلقي حبه في قلوب الخلق من أهل السماء والأرض، في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله -تعالى- يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض". لقد أحب الله إبراهيم الخليل -عليه السلام- فجعل له لسان صدق في الآخرين، فتولاه وأحبه كل من جاء بعده من المؤمنين، وأحب الله محمداً سيد المرسلين، فرفع له ذكره في العالمين، وأحبه المؤمنين خاصة أصحابه الأكرمين أشد من حبهم لأنفسهم وجعله ربه سيد ولد آدم ووعده بالمقام المحمود والحوض المورود. وأحب الله نبيه ومصطفاه وكليمه موسى -عليه السلام-، فألقى عليه محبة منه فلا يراه أحد إلا أحبه، وجعله عنده وجيهاً وقربه إليه نجياً. وثاني علامات وآثار حب الله للعبد: أن يحفظه في جوارحه، فيحفظها من أن يعصيه بها. ويجيب دعوته، قال الله في الحديث القدسي: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه". وعلامة ثالثة: أن أحباب الله، أهل بلاء وامتحان، يبتليهم الله ليمتحن صبرهم وحبهم، وليعلي درجاتهم، وليكون مستراحهم عند لقياه فهو حبيبيهم الذي تقر أعينهم بلقياه وجواره جل جلاله، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم". اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك وحب العمل الذي يقرب إلى حبك اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أهلنا وأموالنا وأنفسنا ومن الماء البارد. اللهم أنلنا شرف أن نكون من أحبابك وأعنا على أنفسنا للأخذ بأسباب ذلك. عباد الله: صلوا وسلموا على النبي المصطفى، والرسول المجتبى فقد أمركم المولى -جل وعلا، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم ارض عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن العشرة المبشرين وعن بقية أصحاب نبيك أجمعين. وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم قاتل الكفرة والمشركين الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك. اللهم عليك باليهود الصهاينة الأرجاس الأنجاس المحتلين وعليك بالنصارى الصليبيين الغاصبين الماكرين. اللهم إنهم آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا اللهم إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً وباطناً اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك. اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في كل مكان اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في فلسطين وفي العراق وكل مكان، اللهم ارحم ضعفهم وتول أمرهم واجبر كسرهم وعجل بفرجهم اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم فرج هم المهمومين، واقض الدين عن المدنين اللهم لا تقتلنا بعذابك ولا تهلكنا بغضبك وعافنا بين ذلك. اللهم إن نسألك الجنة ونستجير بك من النار ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) . عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) .