فرقت قوات الأمن المصرية، اليوم الجمعة، مسيرات لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، في عدة مدن، والتي خرجت لإحياء دعوة أطلقها التحالف الداعم له لمواصلة "الانتفاضة الشعبية"، التي بدأوها أمس، تزامنًا مع ذكرى مرور عام على عزله. وردد المشاركون في الاحتجاجات هتافات ضد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ورفعوا صورًا لمرسي، مطالبين بعودة مرسي إلى منصبه، ورفعوا لافتات "الشعب يريد إسقاط النظام"، بحسب شهود عيان. ورفع المحتجون شارات رابعة، كما رددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة، وطالبوا بالحشد واستمرار التظاهر حتى الحسم، وهتافات أخرى تندد خلالها بسوء الأحوال الاقتصادية وتفاقم الأزمات. ففي القاهرة، فرقت قوات الشرطة مسيرة لأنصار مرسي بالمطرية (شرقي العاصمة)، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع، واتهم متظاهرون قوات الشرطة بإطلاق الخرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية) ما تسبب في إصابة بعض المحتجين. وهو ما تكرر في الجيزة (غرب العاصمة)، عندما هاجمت قوات الشرطة جنازة محمد بهاء (21 سنة)، والذي لقى حتفه أمس الخميس، خلال مظاهرات لأنصار مرسي بشارع الهرم، حيث أصيب العشرات من مشيعي الجنازة، بحسب شهود عيان. وفي الإسكندرية (شمال)، قال مصدر أمني إنه تم ضبط 4 من مؤيدي مرسى خلال تفريق مظاهرات لهم وبحوزتهم منشورات وصور للرئيس المعزول. وفي أسيوط (جنوب)، فرقت قوات الشرطة مسيرة لأنصار مرسي، وسط عمليات كر وفر في الشوارع الجانبية، وهو ما تكرر في المنيا وبني سويف (وسط) عندما فرقت قوات الأمن مسيرتين لأنصار مرسي. وتواصلت مظاهرات أنصار مرسي لليوم الثاني علي التوالي، ففي القاهرة، قطع مؤيدون لمرسي شارع صلاح سالم المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي بمصر الجديدة (شرقي العاصمة)، مرددين هتافات مناهضة للسلطات الحالية والجيش والشرطة، بحسب شهود عيان. وفي شبرا والمطرية (شمالي القاهرة)، نظّم مؤيدون لمرسي، مسيرة، رفضا لما وصفوه حكم العسكر وحملة التنكيل بالمعارضين، في الوقت الذي تصدر المسيرة "التراس نهضاوي" المؤيد لمرسي بهتافاته الحماسية. كما خرجت مسيرتان في عين شمس والزيتون (شمال شرقي القاهرة)، رافعين علما كبيرا مدون عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فضلا عن خروج مسيرتين آخرتين بحلوان (جنوب العاصمة). كما خرجت من الجيزة (غرب القاهرة)، عدة مسيرات ومظاهرات، نددت بالإطاحة بمرسي وطالبت بعودة "الشرعية"، بحسب شهود عيان. وفي القليوبية (شمال القاهرة)، أطلق مؤيدون لمرسي بالونات عليها صوره في الهواء، مطالبين بعودته للرئاسة. وفي الإسكندرية (شمال)، خرج مؤيدو مرسي، عقب صلاة الجمعة، في عدة مسيرات بمناطق المنتزه والرمل وأبو سليمان (شرق)، والعامرية وبرج العرب والورديان (غرب)، رفعوا خلالها شارات رابعة العدوية وصورا لمرسي وضحاياهم والمحبوسين، كما أطلقوا عددا من "البلالين" عليها صورا لمرسي. في الوقت الذي شيع أنصار مرسي، جثمان هبة الله جمال، التي لقت مصرعها أمس الخميس إثر إصابتها بطلقات رصاص حي أثناء تفريق قوات الأمن لمسيرة تطالب بإسقاط النظام، بحسب مراسل الأناضول. وفي الغربية (دلتا النيل/ شمال)، نظم أنصار مرسي سلسلة بشرية، طالبوا فيها بعودة الشرعية وإسقاط حكم العسكر، وهو ما تكرر في الدقهلية (دلتا النيل/ شمال)، عندما نظمت حركة "شباب ضد الانقلاب" المؤيدة لمرسي سلسلة بشرية رافعة صوره وتطالب بعودته. كما علق أهالي بلقاس بالدقهلية صور مرسي في مداخل القرية ومخارجها، وقاموا بصناعة مراكب خشبية صغيرة عليها أعلام مصر وصور مرسي وقاموا بوضعها في مياه النيل. وكان التحالف الداعم لمرسي قد دعا أنصاره إلى ما أسماه "يوم غضب عارم وانتفاضة" أمس تزامنا مع الذكرى الأولى لعزل مرسي، قبل أن يصدر بيانا في الساعات الأولى من صباح اليوم، قال فيه إن "انتفاضة 3 يوليو/ تموز بداية لن تتوقف حتى الحسم بإسقاط الانقلاب، على أن يكون اليوم جمعة غضب مهيبة". وأضاف بيان التحالف: "لم تقتصر موجات أمس على حشود الصمود فحسب، ولكن امتد لتجارب التحدي السلمي وفعاليات مميزة من المصريين بالخارج، ولم يفلح اعتقال القادة الأحرار أو القمع الدموي أو التفجيرات المصطنعة في وقف المد الثوري المتصاعد". وقتل 3 متظاهرين وشرطي وأصيب العشرات خلال تفريق قوات الأمن لمسيرات أمس، فيما اعتقل 196 متظاهرا، وفق التحالف الداعم لمرسي ووزارة الداخلية. وتدخل تظاهرات اليوم الأسبوع ال 54 من احتجاجات مؤيدي مرسي، والتي بدأت في28 يونيو من العام الماضي، واليوم ال372 منذ ذلك التاريخ، وال 366 منذ عزل مرسي في 3 يوليو من العام نفسه ، وال 327 منذ فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة في 14 أغسطس/ آب الماضي.