أم المساكين وأول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة، هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، صاحبة الأمومتين كما قيل عنها فهي أم المؤمنين وأم المساكين وهو لقب كانت تدعى به في الجاهلية. بعد فترة ليست طويلة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة حفصة بنت عمر حتى دخلت زينب كزوجة للرسول لكنها لم تمضي وقتا طويلا بينهم، فبعد حوالي ثمانية أشهر وافتها المنية وانتقلت إلى الرفيق الأعلى في ريعان شبابها بعمر لم يتجاوز ثلاثين عاما، ودفنت بالبقيع فكانت أول زوجات الرسول التي تدفن بها وثاني زوجة تموت في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة بنت خويلد. تعددت الروايات عمن كان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم، ورجح الرواة والعلماء أنها كانت زوجة الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب، وخلفه عليها أخوه عبيدة بن الحارث، وبعد استشهاده تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان عام ثلاث من الهجرة. يبدو أن قصر فترتها في بيت النبوة جعلتها منسية من المؤرخين واختلف العلماء وعمن تولى زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الفترة التي قضتها في بيت النبوة، لكن المؤكد أنها كانت طيبة الخلق وتمتاز بالكرم والعطف على الفقراء وهو ما جعلها تلقب بأم المساكين لرحمتها.