يستعد التونسيون لشهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عديدة، إذ يحظى بمكانة خاصة لديهم ويستعدون له عائلات غنية و فقيرة على حد سواء. فتنشط الأسواق ويغدو الليل كالنهار، كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، ويبلغ عدد ساعات الصوم في رمضان في تونس حوالي 15 ساعة . ويتميز شهر رمضان المبارك في تونس بمظاهر كثيرة ومتنوعة، حيث تتزين جميع البيوت والجوامع بفوانيس ومصابيح رمضانية إيذاناً بقدوم الشهر الكريم، كما تقوم العائلات المشهورة بتنظيم سهرات إسلامية، في مدح الرسول على إيقاع الدفوف . زيت الزيتون على مائدة التونسيين تتزين موائد الإفطار التونسية، بزيت الزيتون والبهارات التي يجري إعدادها خصيصا لشهر رمضان، فضلا عن أطباق أخرى من أشهى المأكولات المحلية المكوّنة من اللحوم والدجاج والسمك والخضراوات. حيث لا بد أن تحتوي المائدة التونسية على السلطة و شربة الشعير "حساء" مع البريكة، ثمّ الطبق الرئيسي كسكسي، طجين، ثمّ كأس الشاي أو القهوة التونسية والحلويات مثل الزلابية. كما يوجد بتونس ليلة تسمى "ليلة القرش" ، حيث تقوم السيدات بخبز المعجنات للاحتفال بقدوم رمضان ويتم تبادل الأكلات بين الأهل والجيران، ومن عادتهم هو الفطار على السنة أي "التمر واللبن" كما أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام. موائد تضامنية وعلى نهج موائد الرحمن في مصر فهناك موائد إفطار في تونس تسمى "موائد تضامنية" حيث تنتشر في جميع المحافظات منذ اليوم الأول، حيث تكفي المائدة الواحدة ما يتراوح مابين خمسين إلى مائة فرد، تحت رقابة طبية. ويبلغ عدد موائد الإفطار في رمضان الحالي أكثر من ثمانين مائدة،ومن المتوقع أن ينتفع بها نحو 10 آلاف منتفع طوال الشهر الفضيل. ويطلق على المسحراتي في تونس "بوطبيلة" والذي يجوب الحارات ليلا ضاربا الطبل، وهي مهمة يتطوع لها بعض الأفراد بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدوائر البلدية، تجنبا للفوضى. نشاط ديني مكثف على صعيد آخر تشهد المساجد التونسية بداية من اليوم الأول من رمضان، نشاطا دينيا حثيثا، يتمثل في صلاة التراويح وبعض الدروس الوعظية والمحاضرات والمسامرات في كامل تراب البلاد، إلى جانب عدد ضخم من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف، بالإضافة إلى ما يزيد على 400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم. ليلية القدر وختان الذكور وفي ليلة القدر، تقوم جميع الأسر بتحضير ما يسمى "موكب الموسم" وهو احتفال يخص الفتيات التي تمت خطبتهن أو إعلان الارتباط في تلك الليلة لتبارك، كما يتم تبادل الهدايا في نفس الليلة. كما يحب التونسيون أن يحتفلوا بختان أطفالهم الذكور، حيث اعتادت الأسر التونسية منذ القدم على ختان الذكور في ليلة السابع والعشرين من رمضان، عبر تنظيم سهرات دينية تحييها فرق الأناشيد الدينية التي يسميها التونسيون ب "السلامية"، وهي فرق مختصة في الإنشاد الديني وتمجيد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسط أجواء عائلية احتفالية ومثيرة للغاية.